لَظَلُّوا) فهذا على إضمار القسم* قال أبو على* ومثله قوله تعالى (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي) فأما لام التعريف وسِينُ التنفيس فقد أبنتهما في العَقْد لِقِلَّةِ ما يقتَضِيانه من التفسير
تفسير ما جاء منها على حرفَيْن
شرح مِن
أما مِنْ فتكونُ على أربعة أوْجُه ابتداءُ الغايةِ والتبعيضُ والتَّبْيينُ وزائدةٌ فابتداء الغاية نحو خرجْت من بَغْدادَ الى الكُوفة والتبعيضُ هذا الدِّرْهم من الدَّراهِم والتبيين اجْتَنِبُوا الرِّجْس من الأوثان ومن هذا الباب الثِّيابُ من الخَزِّ والأبواب من الحدِيد وهذا تبيين يخصِّص الجملةَ المتقدّمة قبلَ هذا وأمّا الزائدة فتكون في غير الواجب خاصَّة من نحو النَّفْىِ والاستفهامِ كقولك ما جاءنِى مِن رَجُل فمن ههنا زائِدةٌ لاستِغْراق الجِنس وتقول ما أتانِى مِن أحدٍ فتكون زائدة للتأكيد والأصل أن تكونَ لابتِداء الغايةِ لأنه ابتداء فصل الجملة في نحو قولك أخذتُ من الطَّعام قَفِيزا فابتدأ القفِيزَ ولم يَنْتَهِ الى آخر الطعام فالقَفِيز ابتداءُ الأخذ الى أن لا يَبْقَى منه شئ وفي كلِّ تبعيضٍ معنَى الابتداء بالبعض الذى انتهاؤُه الكُلُّ وأما التى للتَّبْيِين فهى تُخَصّصُ الجملة التى قبلَها كما أنها في التبعيض تخصصُ الجملة التى بعدَها فأما زيادتُها لاستغْراق الجِنس في قولك ما جاءنى مِنْ رجُل فانما جعلت الرجل ابتداءَ غاية نَفْى المجِىء الى آخِر الرجال فمن ههنا دخلَها معنى استغراقِ الجنس وأما زيادتُها للتأكيد في ما جاءنى مِنْ أحَد فلأنها لَمَّا كانت لاستغراقِ الجنس وكان أحدٌ أيضا جنسا كذلك صارت بمنزلةِ ما جاءنى أحدٌ للتأكيد (١)
شرح مذ
.... (٢) مُذِ اليَوْمِ ومُذِ الشَّهْر ومُذ السَّنَة كل ذلك على الوقتِ الحاضِرِ فاذا كانت اسما فهى على وجهين
__________________
(١) قوله بمنزلة ما جاءنى أحد للتأكيد كذا فى الاصل وفي العبارة سقط ولعل الاصل والليه أعلم بمنزلة تكرار ما جاءنى أحد الخ اه كتبه مصححه
(٢) هنا مقدار سطر ممحو من الاصل