وأنشد
* جَذْبَ الصَّرَارِيِّينَ بالكُرُورِ*
انما هو ناكِسٌ ونَواكِسُ ثم جمعَ نَواكِسَ جمع السَّلامةِ كما جمع بُيُوتا وطُرُقا وجُزُرا جَمْع السلامةِ حِينَ قالوا بُيوتات وطُرُقات وجُزُرات وجِمَالات وكذلك قوله جَذْبَ الصَّرَارِيِّين انما كَسَّر صارِيًا على صُرَّاءٍ كما يكسَّر فاعِلٌ من السالم نحو ضارِب وضُرَّاب ثم جمَعه على فَعَالِلَ فقال صَرَارِىُّ ثم جمعه بالواو والنُّون فهذا جمْعٌ مسَلَّم بعد جمع مكَسَّر* قال أبو على* ومن هُنا استَجازُوا قراءة من قرأ قَوارِيرًا وسَلاسِلاً يُصْرَف من حيثُ ضارعَ الواحِدَ في أنه يجْمَع كما يجمع الواحِدُ* قال* فقال أبو الحسن هى لُغة الشعراء ونظير جَذْبَ الصرارِيِّين قوله
«فهُنّ يَعْلُكْنَ حَدَائِداتِها»
وحكى عن أبى الحسن أنه يقال في النساء هُنّ صَواحِبَات يُوسُفَ وأنشد أبو سعيد السيرافى
تَرْمِى الفِجَاجَ والفَيَافِىَّ القُصَا |
|
بأعْيُناتٍ لم يُخَالِطْها قَذَى |
جَمع عيْنا على أعْيُنٍ ثم جُمِع بالألف والتاءِ كما قالُوا بُيُوتَات* وقد ظَنَّتْ جَهَلة أهْل اللغة أن العُمُومة والخُؤُولة والبُعُولة والذُّكُورةَ والذِّكَارةَ والحِجَارةَ والفِحَالةَ جمْعُ جَمْعٍ وهذا غلَط إنَّما ألحَقُوا الهاء للمبالَغة بالتأنيثِ* ومن جَمْع الجمعِ قولُهم مُصْرانٌ ومَصَارِينُ كأبْياتٍ وأَبَايِيتَ جعَلُوا الألف في مُصْران كالألف في أبْياتٍ وقلَبُوها فى الجمع كما قُلِبت في كِرْباس اذا قلت كَرَابِيسُ وقالوا حُشٌّ وحِشَّانٌ وحَشَاشِينُ وقالوا عائِذٌ وعُوْذٌ وعُوْذَات وأنشد سيبويه
لَهَا بِحَقِيلٍ فالنُّمَيْرةِ مَنْزِلٌ |
|
تَرَى الوَحْشَ عُوذاتٍ بِهِ ومَتَالِيَا |
العُوْذ ـ الحدِيثاتُ النِّتاج والمَتَالِى ـ التى تَتْبَعُها أوْلادُها وقالوا دُوْر ودُوْراتٌ وقالوا أيْنُقٌ وأَيانِقُ وأنشد أبو على
لَقَدْ تعَلَّلتُ علَى أَيانِقِ |
|
صُهْبٍ قَلِيلاتِ القُرَادِ اللَّازِقِ |
وقالوا أَصِيلٌ وأُصُل ثم كَسَّروا أُصُلا على آصَالٍ وقد أَبْنت الاختِلَاف في هذه الكَلِمة فى بابِ صِفَة النهارِ وأسمائِه* قال أبو سعيد السيرافى* وأما قول الراجز
* تَرْعَى أناضٍ من جَزِيزِ الحَمْضِ*
فانه يُرْوَى بالصادِ والضادِ وجَمْع الأنْصاءِ أَنَاصٍ فمَن قال أناضٍ جَمَع النِّضْو أنضاءً ثم جمع الأنْضاءَ على أُنَاضٍ ويكون النِّضوُ ما قد رُعِىَ وبَقِيت منه بَقِيَّة كالنِّضْو من