حكم الإسلام لما تقدم من رواياتهم والدلالة عليهم ، ولما كان صلحا بقي منهم من يقوم به الحجة على العباد والبلاد.
ومن الجواب أن قتل الحسين عليه السلام كان آية وحجة في عذر الحسين عليه السلام في صلح معاوية وبيانا لذلك.
فهذه جملة ما قالوه وفعلوه بالحسين عليه السلام وجملة من الجواب عنه.
فيما جاء في الحسين عليه السلام وأنه قتل مظلوما
وأما أخوه الحسين عليه السلام : فمن طرائف ما بلغوا إليه من عداوتهم أيضا لأهل البيت عليهم السلام أنهم قد رووا جميعا أن الحسين عليه السلام قتل مظلوما يوم عاشوراء قتلا فظيعا ، انهتكت به حرمة الإسلام والمسلمين وانكسرت به حرمة نبيهم وحرمة الدين ، وإن الحسين عليه السلام كان عظيما عند الله وعند جده محمد " ص " ، وقد تقدم بعض ما رووه في هذا المعنى وسيأتي إن شاء الله تعالى أيضا طرف من رواياتهم في ذلك وذكر الفقيه الشافعي ابن المغازلي عن نبيهم من المدائح له ولأخيه الحسن شيئا عظيما (١).
٢٨٨ ـ ورأيت في كتاب الجمع بين الصحاح الستة عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله " ص " : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة (٢).
ورووا في كتبهم أن الحسين عليه السلام كان يركبه نبيهم " ص " على كتفه (٣) وعلى صدره وإنه كان يركب على ظهر نبيهم في الصلاة فيبلغ به التعظيم للحسين
__________________
(١) راجع كتاب المناقب : ٣٧٠ إلى ٣٧٩.
(٢) رواه أحمد في مسنده : ٣ / ٣ و ٦٢ و ٦٤ و ٨٢ ، والترمذي في صحيحه ١٣ / ١٩١ ، والنسائي في الخصائص : ٣٦ ، وذخائر العقبى : ١٢٩ ، وأحمد في الفضائل : ١٦.
(٣) ذخائر العقبى : ١٣٢ ، وينابيع المودة : ٢٢٢.