عمر لما نص على ستة أنفس استصلحهم للخلافة بعده فقال : إن اختلفوا فالحق في القوم الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف ، فقال العباس لعلي بن أبي طالب عليه السلام : ذهب الأمر منا لأن عبد الرحمن كانت بينه وبين عثمان مصاهرة وأمور توجب أنه لا يختار عليه أحدا فقال علي عليه السلام للعباس : أنا أعلم ذلك ولكن أدخل معهم في الشورى لأن عمر قد استصلحني الآن للأمة وكان من قبل يقول إن رسول الله " ص " قال النبوة والإمامة لا يجتمعان في بيت واحد وإني لأدخل معهم في ذلك ليظهر إنه كذب نفسه لما رأى أولا ، وذكر مقالة العباس مع علي عليه السلام وجوابه أحمد بن أبي طاهر الكاتب.
ومن طريف مناقضاتهم العجيبة ومباهتاتهم الغريبة أنهم قد ذكروا عن خليفتهم عمر ما قد تقدم ذكر بعضه من الحوادث المخالفة لشريعة نبيهم ولتدبير العقلاء ومع ذلك كله فإن جماعة كثيرة من المسلمين يسمونه بعمر الفاروق ، ويصفونه بذلك على رؤوس الأشهاد والمنابر ، ويعنون أنه فاروق بين الحق والباطل ولا يستحيون من هذا التناقض الهائل.
ومن طريف المناقضة منهم في ذلك أنهم لا ينحصرون هذا الاسم في نبيهم الذي اتفقوا على أنه فاروق عند جميع المسلمين ، أو في علي بن أبي طالب عليه السلام وقد تقدم رواياتهم بأنه فاروق بين المؤمنين والمنافقين وبين أمور كثيرة في أمر الدنيا والآخرة ، وتواتر أخبارهم يشهد أن عليا عليه السلام فاروق بين الحق والباطل ببيانه ولسانه وسيفه وسنانه.
في طرائف خلافة عثمان
ومن طرائف الأمور شهادة من شهد منهم بصحة خلافة عثمان بن عفان ، وهي مبنية على خلافة عمر وعبد الرحمن ، أما عمر فإنهم قد ذكروا عنه أنه