(قال عبد المحمود) : انظر إلى هذا الاتحاد بين النبي (ص) وعلي (عليه السلام) قبل الولادة إلى الوفاة فهل تجد أحدا من القرابة أو الصحابة قاربه أو داناه فقربهم من النبي على قدر هذه المضافات واستحقاقهم بخلافته بحسب حالهم عند الله تعالى وعند رسوله (ص) في حياه رسوله وإلى الوفاة.
إن حب علي (عليه السلام) نجاه من النار
٢٤٣ ـ ومن عجيب ما بلغ إليه رواه الأربعة المذاهب في حب علي بن أبي طالب (عليه السلام) والأمر بذلك ما رواه أحمد بن مردويه الحافظ الثقة عندهم قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن الحسين حدثنا عبد العزيز بن يحيى البصري أبو أحمد حدثنا مغيرة بن محمد المهلبي حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي حدثنا علي بن هاشم بن البريد حدثنا جابر الجعفي عن صالح ابن ميثم عن أبيه قال سمعت ابن عباس يقول سمعت رسول الله (ص) يقول من لقي الله تعالى وهو جاحد ولاية علي بن أبي طالب (ع) لقي الله وهو عليه غضبان لا يقبل الله منه شيئا من أعماله فيوكل به سبعون ملكا يتفلون في وجهه ويحشره الله تعالى أسود الوجه أزرق العين قلنا يا بن عباس أينفع حب علي بن أبي طالب في الآخرة؟ قال قد تنازع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله في حبه سألنا رسول الله فقال دعوني حتى أسأل الوحي فلما هبط جبرئيل (ع) سأله فقال اسأل ربي عز وجل عن هذا فرجع إلى السماء ثم هبط إلى الأرض فقال يا محمد إن الله تعالى يقرأ عليك السلام وقال أحب عليا فمن أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني يا محمد حيث تكن يكن علي وحيث يكن علي يكن محبوه وإن اجترحوا (١). (قال عبد المحمود) فأي ذنب للشيعة في تمسكهم بعلي بن أبي طالب
__________________
(١) البحار : ٣٩ / ٢٩٣ ـ ٢٩٤.