ألا تغيره؟ فقال : دعوه فإنه لا يحلل حراما ولا يحرم حلالا ، وذكر نحو هذا الحديث ابن قتيبة في كتاب المشكل في تفسير قوله " إن هذان لساحران ".
(قال عبد المحمود) : كيف جاز لأولياء عثمان نقل مثل هذا الحديث عنه ، وليت شعري هذا اللحن في المصحف ممن هو؟ إن كان عثمان يذكر أنه من الله فهو كفر جديد لا يخفى على قريب ولا بعيد ، وإن كان من غير الله فكيف نزل كتاب ربه مبدلا مغيرا. لقد ارتكب بذلك بهتانا عظيما ومنكرا جسيما.
ومن طريف ذلك قوله إنه لا يحلل حراما ولا يحرم حلالا إذا كان كتاب ربهم بينهم أمانة من الله ورسوله أما يجب عليهم أن يؤدوها كما ائتمنوا عليها ، وكتابهم يتضمن " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها " ومن المعلوم في دين الإسلام إن من نقل القرآن ملحونا فإنه يكون قد كذب على الله بالنقل ، وقد تضمن كتابهم " ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة " (١).
ثم قد رووا فيما نقلناه عنهم في هذا الكتاب عن صحاحهم أن نبيهم قال : من كذب على متعمدا فليتبوء مقعده من النار. فإذا كان هذا حال من كذب عليه فكيف يكون حال من كذب على الله ورسوله ، وإذا كان يجب عليهم نقل كتابهم وتلاوته كما سمعوه من نبيهم فكيف لا يكون تركه على خلاف ذلك حراما ، وإذا كان عثمان لا يؤدي الأمانة في كتاب ربهم ولا يراقبه ولا يراقب رسوله ولا يستحيي من المسلمين في ذلك كيف يكون مأمونا على دماء سائر أهل الإسلام وأموالهم وما بينهم من الوقائع التي يكاد يخلو من اختلاف أغراض الأنام.
حال عثمان عند خواص الصحابة
ومن طرائف ما بلغ إليه حال عثمان من النقص عند خواص الصحابة ، ما
__________________
(١) الزمر : ٦٠.