أفكان عبد الله بن العباس شاهد صلاة الوتر مع نبيهم ويخبرها الناس ثم تحتاج إلى أن تشافهه عائشة بذلك ، إن هذا من البهتان والكذب على ابن عباس الذي لا يليق روايته وتصحيحه عند عقلاء الناس.
ومن طرائف الحديث المذكور تصديقهم لهذا الراوي وهو يقول لعبد الله ابن عباس : لو علمت أنك لا تدخل عليها ما حدثتك حديثها ، وذلك يدل على تعلقه وميله مع عائشة على ابن عباس ولو كان موافقا عاقلا لقال : لو علمت أنك لا تدخل عليها ما قبلت حديثها ولا دخلت إليها.
٣٨٤ ـ ومن ذلك فيما رووه مما يحتمل تحذير الناس منها ومن أبيها في الحديث الثلاثين من المتفق عليه من مسند عبد الله بن عمر من كتاب الجمع بين الصحيحين للحميدي عن نافع عن ابن عمر قال : قام النبي " ص " خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة وقال : هاهنا الفتنة (ثلاثا) من حيث يطلع قرن الشيطان (١).
في إيمان أبي طالب رضي الله عنه
ومن طرائف ما بلغت إليه عداوة جماعة من المسلمين لأهل بيت نبيهم أنهم يوالون قوما قد حاربوهم واستحلوا دماءهم مثل هذه عائشة ، فإنها قد وقع في حق نبيهم منها ما قد تقدم بعضه وقالت عنه بعده ما لا يحل لأحد أن يقبله عمن هو دونه ، وقد تقدمت أيضا رواية بعضه ، وتظاهرت بحرب أهل بيته في حرب البصرة وسفكت دماء جماعة من الصحابة والتابعين وقد تضمن كتابهم " ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له
__________________
(١) رواه مسلم في صحيحه : ٤ / ٢٢٢٩ في كتاب الفتنة.