له ما يحرم عليه حتى ينحر هديه ، فكيف أقدمت على تكذيب عبد الله بن عباس والرد عليه؟ دو هو أحق بالعلم ومن قومها ، وهلا اعتذرت له ، ومتى وصل أبوها مكة بعد الهجرة وقبلها أو إلى منى ولم يكن نبيها حاضرا حتى تقول إنه كان يبعث بها مع أبي ، ويؤمنها أن يكون الأمر كما قال زياد عن ابن عباس ويكون الأفضل إن من بعث هديا وهو غير محرم أنه يمتنع ما يمتنع منه المحرم أدبا ويكون لفظ يحرم بمعنى يكره كما يتداولون أمثال ذلك ، وهلا كانت رواية ابن عباس عن نبيهم إذا كان قد صححوها حجة في تكذيب عائشة.
٣٨٢ ـ ومن ذلك في هجران ابن عباس لها ما رواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين في جملة حديث السادس والأربعين من أفراد مسلم من مسند عائشة في أواخر الحديث المذكور المتضمن لصلاة رسول الله " ص " في وتره قال : فانطلقت إلى ابن عباس فحدثته بحديثها فقال : صدقت ، لو كنت أقربها أو أدخل عليها لأتيتها حتى تشافهني به ، قال قلت : لو علمت أنك لا تدخل عليها ما حدثتك حديثها (١).
(قال عبد المحمود) : في هذا الحديث عدة طرائف : أحدها ما يدل على سوء حالها بما يثبت عند مثل هذا العالم المجمع عليه ـ أعني عبد الله بن العباس ـ من استحقاقها الهجران وهجره لها.
ومن طرائف الحديث المذكور قول الراوي عن ابن عباس أنه كان يحضر عند عائشة لتشافهه بذلك.
٣٨٣ ـ وقد ذكر الحميدي في مسند عبد الله بن عباس في الحديث الثالث والأربعين من المتفق عليه أن عبد الله بن عباس بات عند نبيهم وشاهد صلاته في وتره. ورواها الناس عنه.
__________________
(١) مسلم في صحيحه : ١ / ٥١٤.