معارضة عمر للنبي " ص " في قسمة الأموال
ومن طرائف ما صححوا عن خليفتهم عمر ورووه في صحاحهم ، وقد رواه مسلم في المجلد الثاني من صحيحه بإسناده إلى سلمان بن ربيعة قال : قال عمر بن الخطاب : قسم رسول الله " ص " قسما فقلت : والله يا رسول الله لغير هؤلاء كان أحق به منهم فقال : إنهم خيروني بين أن يسئلوني بالفحش أو يبخلوني فلست بباخل (١).
(قال عبد المحمود) : أكان يحسن من قوم يعتقدون في خليفتهم عمر مثل اعتقادهم ثم يروون عنه أنه يعارض نبيهم في قسمة الأموال ووجوه استحقاق أهلها وهو لا يعلم أسرار الله ولا أسرار رسوله في ذلك ، ويشهد المعقول والمنقول إن الأنبياء أعرف بقسمة الأموال والأحكام من رعاياهم ، وخاصة نبيهم فإن كتابهم يتضمن " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ".
ثم ما كفى لعمر المعارضة لنبيهم والطعن في أمانته وقسمته ونبوته حتى يحلف على ذلك بالله فهلا كان عمر قد سأل نبيهم عن القسمة سؤالا واستعلم منه وجه المصلحة في ذلك ، إن هذا الذي قد صححوه عن خليفتهم عمر مما يكثر التعجب منه ومنهم كيف صححوا ذلك عنه.
قول رسول الله صلى الله عليه وآله
إن لعمر وأصحابه هجرة ولأهل السفينة هجرتان
ومن طرائف ما صححوا عن خليفتهم عمر أيضا وذكروه في صحاحهم
__________________
(١) رواه مسلم في صحيحه : ٣ / ٧٣٠.