رسول الله؟ قال : ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتى يفقدوني. ورواه من طريق أخرى وزاد فيه : أن عليا قال للنبي " ص " : في سلامة من ديني فقال نعم في سلامة من دينك (١).
(قال عبد المحمود) : ورأيت في التواريخ والكتب شيئا كثيرا يقتضي أن نبيهم عرف لعلي بن أبي طالب عليه السلام ما جرت الحال عليه وأمره بالصبر كما انتهى أمره إليه ، ومما يصدق ذلك اتفاقهم في صحاحهم على ما تقدم من وصف نبيهم حال أكثر أصحابه ، وأنهم يختلفون بعده ويرتدون وأنهم يفترقون إلى ثلاثة وسبعين فرقة ، وحديثه مع عمار بن ياسر وأن ضلالهم ينتهي إلى حد الاشتهار ، فلا عجب لو كان علي بن أبي طالب عليه السلام في تقية منهم ويعرض عنهم.
وقد ذكر مسلم أيضا في صحيحة في المجلد الثالث عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه قال في الحديث ما هذا لفظه : عن نبيهم فرفع رأسه إلى السماء ، وكان كثيرا ما يرفع رأسه إلى السماء فقال : النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يوعدون ، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون (٢).
هذا المراد من الحديث نقلناه بألفاظه ، فهل ترى من نبيهم إلا وقد شهد عليهم بالاضطراب والاختلاف بعد وفاته كما ذكره علي بن أبي طالب عليه السلام عنهم مكررا.
مخالفة أبي بكر وعمر لأمر رسول الله " ص "
ومن أعظم طرائف الأربعة المذاهب أنهم رووا أن أبا بكر وعمر خالفا
__________________
(١) رواه الخوارزمي في المناقب : ٢٦ ، ومجمع الزوائد : ٩ / ١١٨ ، وذخائر العيبي : ٩ ، والحاكم في المستدرك: ٣ / ١٣٩ ، وتاريخ بغداد : ١٢ / ٣٩٨ ، والعلامة الكركي في النفحات : ٨٥ ، البحار : ٢٨ / ٧٥.
(٢) مسلم في صحيحه : ٤ / ١٩٦١ فضائل الصحابة.