عند ذلك أبو بكر واشمأز وجهه ودخله من ذلك حسد لعلي بن أبي طالب عليه السلام وكان أول عداوة بدت منه لرسول الله " ص " في علي وأول خلاف على رسول الله واسترها في نفسه حقدا ، فانطلق حتى دخل المدينة وحده وتخلف رسول الله ينتظر قدوم علي بن أبي طالب عليه السلام.
(قال عبد المحمود) : في هذا الحديث ما يكشف لك عن السرائر وينبهك عن الحق الباهر إن كنت من أهل البصائر وتخاف من يوم الآخر.
ومن طرائف مناقضاتهم أنهم يقولون لو كان علي بن أبي طالب عليه السلام يعلم أنه أحق بالخلافة بعد نبيهم لنازع أبا بكر وأظهر كراهيته لبيعته ، وأنهم ينسون أو يتناسون ما تقدم بعضه من رواياتهم في صحاحهم أن علي بن أبي طالب عليه السلام بقي ممتنعا من مبايعة أبي بكر هو وسائر بني هاشم مدة ستة أشهر ، وجاهروا بالكراهة لبيعته والإنكار لمتابعته.
شكاية علي بن أبي طالب عليه السلام عمن تقدمه
وحديث الشورى
ومن طرائف ما رووه من طرقهم عن أعيان أئمتهم وثقات رجالهم في طعن علي بن أبي طالب عليه السلام على من تقدم عليه في الخلافة وإظهار أنه أحق بها ولم ينكر أحد ممن سمع ذلك منه.
ما رواه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه في كتابه وهو من أعيان أئمتهم ، ورواه أيضا المسمى عندهم صدر الأئمة أخطب خطباء خوارزم موفق بن أحمد المكي ثم الخوارزمي في كتاب الأربعين قال عن الإمام الطبراني حدثنا سعيد الرازي قال حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا زافر بن سليمان قال حدثنا الحرث ابن محمد عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال : كنت على الباب يوم الشورى