فاحتضن قربه ثم أتى بئرا بعيدة القعر مظلمة فانحدر فيها فأوحى الله تعالى إلى جبرئيل وميكائيل وإسرافيل تأهبوا لنصره محمد وحزبه فهبطوا من السماء لهم لغط يذعر من سمعه فلما حاذوا البئر سلموا على علي (ع) من عند ربهم عن آخرهم إكراما وتبجيلا (١).
قوله صلى الله عليه وآله
" من آذى عليا فقد آذاني "
٩٦ ـ ومن ذلك ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده والشافعي ابن المغازلي في كتاب المناقب من عدة طرق أن النبي (ص) قال يا أيها الناس من آذى عليا فقد آذاني وزاد فيه ابن المغازلي عن النبي (ص) : يا أيها الناس من آذى عليا بعث يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا. فقال جابر بن عبد الله الأنصاري : يا رسول الله وإن شهدوا أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله؟ فقال يا جابر كلمة يحتجزون بها أن لا تسفك دماؤهم وتؤخذ أموالهم وأن لا يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون (٢).
٩٧ ـ وروى أحمد في مسنده بإسناده عن عمرو بن شاس الأسلمي وكان من أصحاب الحديبية قال خرجنا مع علي (ع) إلى اليمن فجفاني في سفري ذلك حتى وجدت عليه في نفسي فلما قدمت أظهرت شكايته في المسجد حتى بلغ ذلك رسول الله فدخلت المسجد غداه غدا رسول الله (ص) في أناس من أصحابه فلما رآني حدد إلى النظر حتى إذا جلست قال يا عمرو
__________________
(١) البحار : ٣٩ / ١١٣.
(٢) مسند أحمد : ٣ / ٤٨٣ ، ومناقب ابن المغازلي : ٥٢.