أن ذلك لعزة أولئك عليهم ولا لهواننا عندهم بل مداراة للأربعة المذاهب وتآلفا لهم على عادة النبي (ص) مع المؤلفة قلوبهم الذين عرف ضعف دينهم وطلبهم للدنيا وكان يعطيهم الكثير ويعطي من يرتضيه اليسير.
ويدلك على أن ذلك تالف ومداراة من بني هاشم لهؤلاء المشار إليهم ما قد حكمت به الضرورة من أنهم يذكرون على المنابر في الجمع والأعياد بعد ذكر الله ورسوله (ص) بعض الخلفاء الذين تقدموا على بني هاشم وما كان ذكرهم مشروعا في زمن الصحابة والتابعين ولا زمن بني أمية وإنما أوجب اختلاف الأمة على بني هاشم ولزوم التقية تآلف أتباع أولئك الخلفاء بذكر أسمائهم على المنابر ولو كان ذكر الخلفاء مشروعا بعد ذكر الرسول (ص) لوجب ذكر الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام فإنه لا شبهة عند هؤلاء الأربعة المذاهب في ثبوت خلافته ثم كان يجب ذكر خلفاء بني أمية عند من يعتقد خلافتهم أو ذكر بني هاشم من السفاح إلى الآن فما بال خلفاء بني هاشم لا يذكر أمواتهم جميعا ولا بعض من مات منهم لولا ما ذكرناه.
تنصيص الرسول (ص)
على أن الخلفاء بعده اثنا عشر كلهم من قريش
ومن طرائف ما رأيت من مناقضات الأربعة المذاهب تجويزهم أن يكون الخلفاء من غير قريش.
٢٥٦ ـ وقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما بإسنادهما إلى عبد الله بن عمر قال قال رسول الله (ص) : لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من