الكمال؟ ومما رووه في سقوط منزلتها.
٣٨٠ ـ ما ذكره الحميدي في الجمع بين الصحيحين في الحديث الرابع من أفراد البخاري في مسند مسور مخرمة إن عائشة حدثتنا أن عبد الله بن الزبير قال في بيع أو عطاء أعطته عائشة : والله لتنهين عائشة أو لأحجرن عليها ـ الخبر.
أما هذه شهادة من عبد الله بن الزبير واتفاق من الصحابة الذين سمعوا منه ولم ينكروا عليه إن عائشة قد وقع منها ما يبيح الحجر عليها كالسفيه والمجنون إن في روايتهم لذلك عدة عجائب وفنون.
ومن ذلك ما رووه في الدلالة على سوء صحبتها لابن عباس الذي هو من أعيان عترة نبيهم الذين أوصى بهم ومعرفة عبد الله بن عباس باستحقاقها للهجران وهجرانه لها.
٣٨١ ـ ومن ذلك ما رواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين في الحديث الخامس عشر من المتفق عليه من مسند عائشة أن زياد بن أبي سفيان كتب إلى عائشة أن عبد الله بن عباس قال : من أهدى هديا حرم عليه ما يحرم على الحاج حتى بنحر الهدي وقد بعثت بهديي. فاكتبي إلي بأمرك. قالت عمرة : قالت عائشة : ليس كما قال ابن عباس ، أنا فتلت قلائد هدي رسول الله " ص " بيدي ، ثم قلدها رسول الله بيده ، ثم بعث بها مع أبي ، فلم يحرم على رسول الله شئ أحله الله له حتى نحر الهدي (١).
(قال عبد المحمود) : ألا تعجب من جرأتها ابن عباس؟ ولعل زيادا أكذب عليه أو لم يفهم ما قال أو لعل ابن عباس قال ذلك عما يقوله المسلمون من أن من مرض وهو محرم أو حبس عن الحج ومحرم فلا يحل
__________________
(١) مسلم في صحيحه : ٢ / ٩٥٩.