إلهي وسر رباني والاتحاد بين النبي (ص) وعلي قد كان سالفا مستمرا وآنفا ومن ذلك الأحاديث المتقدمة في أوائل هذا الكتاب إنهما كانا نورا واحدا قبل خلق آدم وروى أيضا هذا الحديث أحمد بن مردويه في كتاب المناقب من عدة طرق ومن ذلك حديث خيبر وأنه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله في مقام إن من كان قد هرب في خيبر لم يكن كذلك لأن الحديث ورد على هذه الواقعة ومن ذلك حديث الطائر وأنه أحب العباد إلى الله تعالى وأحبهم إلى رسول الله (ص) وقد تقدم وسيأتي من الأحاديث الدالة على هذا الاتحاد بين النبي (ص) والمحبة الخاصة بينهما ما لم يبلغ إليه أحد من رواه رجال الشيعة رحمهم الله.
٢٤٢ ـ ومن ذلك حديث الإسراء رواه رجال الأربعة المذاهب عن شيوخهم الصادقين عندهم فرواه صدر الأئمة موفق بن أحمد المكي أخطب خوارزم عن المهذب قال أخبرنا أبو القاسم نصر بن محمد بن علي بن زيرك المقرئ أخبرنا والدي أبو بكري محمد قال أخبرنا أبو علي عبد الرحمن ابن محمد بن محمد النيسابوري حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله النانجي البغدادي من حفظه بدينور حدثنا محمد بن جرير الطبري حدثنا محمد بن حميد الرازي حدثنا العلاء بن الحسين الهمداني حدثنا أبو مخنف لوط ابن يحيى الأزدي عن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله (ص) ـ وسئل بأي لغة خاطبك ربك ليله المعراج؟ قال خاطبني بلغة علي بن أبي طالب فألهمني إن قلت يا رب خاطبتني أنت أم علي. فقال يا أحمد أنا شئ لا كالأشياء لا أقاس بالناس ولا أو صف بالشبهات خلقتك من نوري وخلقت عليا من نورك فاطلعت على سرائر قلبك فلم أجد في قلبك أحب إليك من علي بن أبي طالب فخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك (١).
__________________
(١) الخوارزمي في المناقب : ٣٧ ، والمقتل : ٤٢ ط نجف ، والبحار : ٣٨ / ٣١٢ ، وينابيع المودة : ٨٣.