إني سمعت رسول الله غداه بعد غداه يقول جاء علي (ع) ـ مرارا ـ قالت فاطمة كان بعثه في حاجة قالت فجاء بعد قالت أم سلمة فظننت أن له إليه حاجة فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب وكنت أدناهم إلى الباب فأكب عليه علي (ع) وجعل يساره ويناجيه ثم قبض رسول الله من يومه ذلك فكان علي (ع) أقرب الناس به عهدا (١).
٢٤١ ـ ومن ذلك ما رواه أيضا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه المخالف لأهل البيت في كتاب المناقب بإسناده إلى علقمة والأسود عن عائشة قالت قال رسول الله (ص) وهو في بيتي لما حضره الموت : ادعوا لي حبيبي فدعوت أبا بكر فنظر إليه رسول الله ثم وضع رأسه ثم قال ادعوا لي حبيبي فقلت ويلكم ادعوا له علي بن أبي طالب (ع) فوالله ما يريد غيره فلما رآه استوى جالسا وفرج الثوب الذي كان عليه ثم أدخله فيه فلم يزل يحتضنه حتى قبض ويده عليه. هذا لفظ الحديث المذكور من كتاب ابن مردويه (٢).
وروى أيضا هذا الحديث جماعة من علمائهم منهم الطبري في كتابه الولاية والدار قطني في صحيحه والسمعاني في الفضائل وموفق بن أحمد خطيب خوارزم عن عبد الله بن عباس وعن أبي سعيد الخدري وعن عبد الله بن حارث وعن عائشة وروى بعضهم في الحديث : إن عمر دخل على النبي (ص) بعد دخول أبي بكر فلم يلتفت إليه النبي وفعل معه من الإعراض عنه كما فعل مع أبي بكر.
(قال عبد المحمود) : ثم نظرت فإذا هذه المحبة من النبي الله عليه وآله لعلي (ع) قد كانت عظيمة ووجدت أسبابها قديمة وإن هذا بأمر
__________________
(١) أحمد بن حنبل في مسنده : ٦ / ٣٠٠ ، والبحار : ٣٨ / ٣١١.
(٢) الخوارزمي عن ابن مردويه : ٢٩ ط نجف ، والبحار : ٣٨ / ٣١٢.