وقد كانت أمور ملتم فيها عن الحق ميلا كثيرا كنتم فيها غير محمودين أما إني لو أشاء أن أقول لقلت عفا الله عما سلف سبق الرجلان وقام الثالث كالغراب همته بطنه ويله لو قص جناحه وقطع رأسه لكان خيرا له ، انظروا فإن أنكرتم فأنكروا وإن عرفتم فاعرفوا.
هذا آخر المراد من اللفظ وهي خطبة كاشفة عما تجدد في حقه من ظلم المتقدمين عليه في الخلافة ، فمن أرادها فليقف عليها من هناك يقول في آخرها ما هذا لفظه على ما حكاه صاحب كتاب العقد : ألا إن الأبرار من عترتي وأطائب أرومتي أحلم الناس صغارا وأعلمهم كبارا ، ألا وإنا أهل بيت من علم الله علمنا وبحكم الله حكمنا ومن قول صادق سمعنا فإن تتبعوا آثارنا تهتدوا ببصائرنا معنا راية الحق من تبعها لحق ومن تأخر عنها غرق ، ألا وبنا يرد ترة كل مؤمن وبنا يخلع ربقة الذل من أعناقهم وبنا فتح وبنا يختم (١).
ورأيت خطبة لعلي بن أبي طالب عليه السلام قد فسرها الحسن بن عبد الله ابن سعيد العسكري صاحب كتاب المواعظ والزواجر وهو من رؤساء مخالفي أهل البيت ، والخطبة في كتاب اسمه كتاب معاني الأخبار تاريخ الفراغ من نسخة سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة ، قال صاحب كتاب معاني الأخبار ما هذا لفظه : باب معاني خطبة أمير المؤمنين عليه السلام محمد بن إبراهيم الطالقاني قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي قال : حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عمار بن خالد قال : حدثنا عبد الجليل يحيى بن عبد الحميد الحملي قال : حدثنا عيسى بن راشد عن أبي خزيمة عن عكرمة عن ابن عباس وحدثنا محمد بن علي بن ماجيلويه قال : حدثني عمي محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن
__________________
(١) العقد الفريد : ٢ / ١٣٣.