في أعينهم وراقهم زبرجها ، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر ، وما أخذ الله على العلماء ألا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم ، لألقيت حبلها على غاربها ، ولسقيت آخرها بكأس أولها ، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز.
قال : فناوله رجل من أهل السواد كتابا فقطع الحديث وتناول الكتاب فقلت : يا أمير المؤمنين لو أطردت مقالتك حيث بلغت فقال : هيهات يا بن عباس تلك شقشقة هدرت ثم قرت ، فقال : ما أسفت على كلام قط أسفي على كلام أمير المؤمنين عليه السلام حيث أراد.
وقد تركت تفسير الخطبة لئلا يطول بذكره ، ولأنه واضح في مراد نأمنها وقد حكى هذه الخطبة مؤلف نهج البلاغة وفيها هناك ألفاظ أفصح وأوضح (١).
[(قال عبد المحمود) : هذه الخطبة موجودة في نهج البلاغة الذي جمعه السيد الرضي العلوي الموسوي ، وإنما عدلت عن النقل من نهج البلاغة إلى النقل عن معاني الأخبار لأسباب شتى : أحدها أنها في نهج البلاغة محذوفة الأسانيد وفي معاني الأخبار مسندة كما ذكر ، ثانيها أنها في كتاب معاني الأخبار مفسرة بتفسير حسن بن سعيد العسكري من أعيان رجال الأربعة المذاهب ، فلو كان له شبهة أو شك ما فسرها ولا أهتم بها ، وفي الرواية من الطعون على أئمة الضلال الذين تقدموا على علي بن أبي طالب عليه السلام وإنما تركت نقل تفسير الكلمات اللغوية التي فيها الموافقة للقواعد العربية لأن الغرض لم يكن في ذلك.
وثالثها أن تاريخ نسخة معاني الأخبار مقدم على ولادة السيد الرضي الموسوي مؤلف نهج البلاغة ، لأن مولد المرتضى علي بن الحسين الموسوي
__________________
(١) نهج البلاغة الخطبة الثالثة المعروفة بالشقشقية : ٤٨ صبحي صالح.