سبعة أمعاء ، ورواه الحميدي في مسند ابن عمر في الحديث الثاني والتسعين من المتفق عليه على صحته (١) ، وقد رواه مسلم في صحيحه في المجلد الثالث (٢). وهذا الحديث يتضمن أن نبيهم قد دعا على معاوية بصفات الكفار.
ومن طرائفه أن مفهوم الحديث إن ابن عباس قد كان يدعو معاوية إلى نبيهم وإنه يطلبه فيعتذر بالأكل ، وقد رووا في كتبهم أن نبيهم قال : لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأهله وماله وولده ، ونحو ذلك فكيف يثبت إيمان لمن لا يؤثر أكلة واحدة ويجعل اعتذاره عن ذلك مراسلة ، أين هذا من شمائل أهل الإيمان والمصدقين بالرسول والقرآن؟.
(قال عبد المحمود) : فهذا عدة طرف مما شهدوا به على أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية قد ذكرته ، فتفكر فيه وتعجب من قوم يشهدون على قوم بهذه المنكرات ثم جعلوهم أئمة لهم وبلغوا بهم عظيم الغايات ، واحذر من أتباع من يكون بهذه الصفات.
ثم انظر فيما رويناه عنهم أولا وآخرا من فضائل أهل بيت نبيهم وتخصيص علي بن أبي طالب عليه السلام من ذلك بما لم يبلغ إليه أحد من الصحابة والقرابة والنصوص الدالة الصريحة في أنه القائم مقام نبيهم في أمته ، واستطرف عدو لهم عنهم وعنه وكيف يبلغ الحسد لأهل الفضائل والعداوة من الجاهل إلى هذا العمى الشديد والضلال البعيد.
ولعمري قد جرى مثل هذا أو نحوه في الأمم السالفة بعد الأنبياء ، وقد تقدمت روايتهم في صحاحهم عن نبيهم أنهم يضلون كما ضلت الأمم الماضية على السواء.
__________________
(٢ ـ ١) رواه البخاري في صحيحه : ٦ / ٢٠١ ومسلم في صحيحه : ٣ / ١٦٣١.