اللغة وأن الكفر أيضا كذلك ؛ فإن الكفر في اللّغة : التغطية. وسمّي الزرّاع كافرا لتغطيته الحب وسمي الليل كافرا لتغطيته كل شيء.
قال الله عزوجل : (فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ) [سورة الفتح : ٢٩].
وقال تعالى : (كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ) [سورة الحديد : ٢٠].
يعني الزراع.
وقال لبيد بن ربيعة : (١)
ألقت ذكاء يمينها في كافر (٢)
يعني الليل.
ثم نقل الله تعالى اسم الكفر في الشريعة إلى جحد الربوبية وجحد نبوة نبي من الأنبياء صحّت نبوته في القرآن. أو جحد شيء مما أتى به رسول الله صلىاللهعليهوسلم مما صحّ عند جاحده بنقل الكافة. أو عمل شيء قام البرهان بأن العمل به كفر ، مما قد بيناه في كتاب الإيصال والحمد لله رب العالمين.
فلو أن إنسان قال : إن محمدا عليه الصلاة والسلام كافر وكل من تبعه كافر وسكت وهو يريد كافرون بالطّاغوت كما قال تعالى : (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها) [سورة البقرة : ٢٥٦].
لما اختلف أحد من أهل الإسلام في أن قائل هذا محكوم له بالكفر.
__________________
(١) لم أجد الشاهد التالي في ديوان لبيد ، ولم أجد من نسبه له. بل نسب لثعلبة بن صعير المازني.
وانظر الحاشية التالية. وذكر ابن السكيت أن البيت المذكور لثعلبة بن صغير سرق لبيد معناه فقال :
حتى إذا ألقت يدا في كافر |
|
وأجنّ عورات الثّغور ظلامها |
انظر لسان العرب (٥ / ١٤٧ ـ مادة كفر).
(٢) تمام البيت :
فتذكر ثقلا رثيدا بعد ما |
|
ألقت ذكاء يمينها في كافر |
وهو من الكامل ، ونسب لثعلبة بن صغير المازني في لسان العرب (١٣ / ١٧٢ ـ رثد) (٥ / ١٤٧ ـ كفر) (١١ / ٨٨ ـ ثقل) (١٣ / ٤٦١ ـ يمن) (١٤ / ٢٨٧ ـ ذكا) (١٥ / ٤٢٣ ـ يدي) وتهذيب اللغة (٩ / ٧٨ ، ١٠ / ١٩٧ ، ٣٣٨ ، ١٤ / ٨٩) وجمهرة اللغة (ص ٤١٩ ، ٧٨٧ ، ١٠٦٤ ، ١٣٢٢) والمخصص (٦ / ٧٨ ، ٩ / ١٩ ، ١٧ / ٧) وتاج العروس (٨ / ٨٧ ـ رثد) (١٤ / ٥٥ ـ كفر) (ثقل ـ يمن ، ذكا) وأساس البلاغة (ثقل). وبلا نسبة في كتاب العين» (٥ / ٤٠٠) ومقاييس اللغة (٢ / ٤٨٧ ، ٥ / ٤٠٠) ومقاييس اللغة (٢ / ٤٨٧ ، ٥ / ١٩١). وذكاء : اسم للشمس. وقد جاءت في الأصل المطبوع محرفة «زكاة». وألقت يمينها في كافر : أي بدأت في المغيب. انظر لسان العرب (٥ / ١٤٧ ـ كفر).