صاحب الكبيرة مأمور بالصلاة مع المسلمين وبصوم شهر رمضان والحج وبأخذ زكاة ماله وإباحة مناكحته وموارثته وأكل ذبيحته وبتركه يتزوج المرأة المسلمة الفاضلة ويبتاع الأمة المسلمة الفاضلة ويطأها وتحريم دمه وماله وأن لا تؤخذ منه جزية ولا يصغر برهان صحيح على أنه مسلم مؤمن وفي إجماع الأمة كلها دون مخالف على تحريم قبول شهادته وخبره برهان على أنه فاسق فصح يقينا أنه مؤمن فاسق ناقص للإيمان عن المؤمن الذي ليس بفاسق قال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ) [سورة الحجرات آية رقم ٦].
فأمّا من قال إنه كافر نعمة فما لهم حجة أصلا إلّا أن بعضهم فزع بقول الله تعالى : (الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ) [سورة إبراهيم آية رقم ٢٨].
قال أبو محمد : وهذا لا حجة لهم فيه لأن نص الآية مبطل لقولهم لأنّ الله تعالى يقول متصلا وبئس القرار : (وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ) [سورة إبراهيم آية رقم ٢٩].
فصح أن الآية في المشركين بلا شك. وأيضا فقد يكفر المرء بنعمة الله ولا يكون كافرا بل مؤمنا بالله تعالى كافرا لأنعمه بمعاصيه لا كافرا على الإطلاق وبالله تعالى التوفيق.