فهذا نص قولنا ، وبطلان قولهم ، لأن الله تعالى سمى أفعالهم الماضية سيئات والسيئات مذمومة عنده تعالى بلا شك ، ثم أخبر تعالى أنه أحالها وبدلها حسنات مرضية ، فمن أنكر هذا فهو مكذب لله تعالى والله تعالى مكذب له ، وكذلك قال الله تعالى أنه سخط أكل آدم من الشجرة ، وذهاب يونس مغاضبا ، ثم أخبر عزوجل أنه تاب عليهما ، واجتبى يونس بعد أن لامه ، ولا يشك كل ذي عقل أن اللائمة غير الاجتباء.
قال أبو محمد : ثم نقول لهم : أفي الكافر كفر إذا كان كافرا قبل أن يؤمن ، وفي الفاسق فسق قبل أن يتوب ، وفي المؤمن إيمان قبل أن يرتد أم لا ..؟ فإن قالوا : لا كابروا وأحالوا ، وإن قالوا : نعم. قلنا لهم : فهل يسخط الله الكفر والفسق أو يرضى عنهما؟ فإن قالوا بل يسخطهما تركوا قولهم. وإن قالوا : بل يرضى عن الكفر والفسق ، كفروا. ونسألهم عن قتل وحشي حمزة رضي الله عنه أرضا كان لله تعالى؟ فإن قالوا : نعم كفروا ، وإن قالوا : بل ما كان إلا سخطا ، سألناهم أيؤاخذه الله تعالى به إذا أسلم؟ فمن قولهم : لا. وهكذا في كل حسنة ، وسيئة ، فظهر فساد قولهم ، وبالله تعالى التوفيق.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.