وقد نص الله تعالى على أن العظام يعيدها ويحييها كما كانت أول مرة ، وأما اللحم فإنما هو كسوة كما قال :
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ) إلى قوله : (فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) [سورة المؤمنون آية رقم ١٣ ـ ١٤].
فأخبر عزوجل أن عنصر الإنسان إنما هو العظام التي انتقلت عن سلالة الطين إلى النطفة إلى العلقة إلى المضغة إلى العظام وأن اللحم كسوة العظام ، وهذا أمر نشاهده لأن اللحم يذهب بالمرض حتى لا يبقى منه ما لا قدر له ، ثم يكثر عليه لحم آخر إذا خصب الجسم. وكذلك أخبرنا عزوجل أنه يبدل الجلود في الآخرة فقال : (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ) [سورة النساء آية رقم ٥٦].
وفي الآثار الثابتة «أنّ جلد الكفّار يغلظ حتى تكون نيّفا وسبعين ذراعا وأنّ ضرسه في النّار كأحد» (١) وكذلك نجد اللحم الذي في جسد الإنسان يتغذى به حيوان آخر فيستحيل لحما لذلك الحيوان ، أو ينقلب دودا ، فصح بنص القرآن أن العظام هي التي تحيى يوم القيامة ، ومن أنكر ما جاء به القرآن فلا حظّ له في الإسلام.
ونعوذ بالله من الخذلان.
__________________
(١) رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها حديث رقم ٤٤ ، وأحمد في المسند (٢ / ٢٢٨ ، ٥٢٧).