السلام ، فأي فرق بيننا وبينه؟ قلنا : أعظم فرق ، هو أن موسى عليهالسلام والملائكة سمعوا الله تعالى يكلمهم ، ونحن سمعنا كلام الله تعالى من غيره ، وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لابن مسعود رضي الله عنه إذ أمره أن يقرأ القرآن فقال ابن مسعود يا رسول الله أقرؤه عليك وعليك أنزل؟ قال : «إني أحب أن أسمعه من غيري» (١). فصح يقينا أنه القرآن الذي أنزله الله تعالى نفسه فسمعه من غيره.
وقالوا : فكلام الله تعالى إذن يحلّ فينا؟ قلنا هذا تهويل بارد. ونعم إذا سمى الله تعالى كلامنا إذا قرأنا كلاما له تعالى فنحن نقول بذلك ، ونقول إن كلام الله تعالى في صدورنا وجار على ألسنتنا ومستقر في مصاحفنا ، ونبرأ ممن أنكر ذلك بعقله الفاسد المخرج له من الإسلام ونعوذ بالله من الخذلان.
__________________
(١) رواه البخاري في تفسير سورة ٤ باب ٩ ، وفضائل القرآن باب ٣٢ و ٣٥. ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها حديث ٢٤٧ و ٢٤٨. وأبو داود في العلم باب ١٣. والترمذي في تفسير سورة ٤ باب ١١.