بالنسبة إلى بعض الأشياء ولو لم يكن له جهة اضافة أصلا لا المكان
__________________
التكليفي من حيث الاقتضاء والتخيير.
وأما الولاية والخلافة والامامة كل واحد منها على قسمين تكوينية وتشريعية.
أما التكوينية من انهم أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهي الناشئة من بلوغ النفس بواسطة العلم والعمل أو بوساطة الموهبة الالهية من دون سبق عمل بل الاستعداد الذاتي وهي أعلى مراتب الكمال ووصولها إلى أقرب مدارج القرب الى ذي الجلال.
وهذه المرتبة في الولاية هي التي قارنها الله في كتابه العزيز بولاية نفسه حيث قال عزّ من قال (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ).
وهذه الولاية عبارة عن كون الولي متصرفا في جميع الكون بسمائه وأرضه باذن الله جل جلاله وهي التي يبرئ الاكمه والابرص ويحيى الموتى باذن الله تعالى شأنه وبها يشق القمر ويجعله نصفين كل ذلك وما شابهها باذن الله عظم سلطانه.
وهكذا الأمر في الخلافة والامامة والنبوة وهذه المرتبة العليا للولاية غير قابلة لاعطائها للغير ولا يمكن للغير التقمص فيها إذ هي من مختصاتهم اختصهم الله تعالى بذلك وقسم آخر هي التشريعية وهي التي تقبل التفويض والجعل وهي على قسمين :
أحدهما ترجع الى الامور التي ينتظم بها البلاد وأمور العباد كالثغور والجهاد واقامة الحدود وحفظ البلاد.
وثانيهما ما يرجع إلى القضاء والافتاء كل واحد من المرتبتين يقبلان الجعل والتشريع والأولى تسمى بالولاية العامة والثانية