الشك في الموضوع لا مجال لجريان الاستصحاب ثم مما ذكرنا ظهر ما في كلام الفاضل النراقي (قده) (١) من القول بتعارض وجوب الجلوس
__________________
(١) نقل الشيخ الأنصاري (قده) عن الفاضل النراقي القول بتعارض استصحاب الوجودى مع استصحاب العدم الأزلي في المسألة المفروضة وهي فيما إذا كان الحكم الشرعي مفيدا بالزمان كما لو ورد دليل على وجوب الجلوس في يوم الجمعة من شهر كذا مثلا الى الزوال ثم حصل الشك في بقاء ذلك الوجوب بعد الزوال فقال أن استصحاب وجوب الجلوس فيما بعد الزوال معارض باستصحاب عدم الوجوب أزلا فيما بعد الزوال فيلزم أن يكون الجلوس فيما بعد الزوال واجبا باعتبار استصحاب الوجودي وغير واجب باعتبار استصحاب العدمي ومثل لذلك أمثلة.
منها إذا حصل الشك في بقاء وجوب الامساك في اليوم الذي وجب فيه الصيام لعروض عارض.
ومنها إذا شك بعد خروج المذى في بقاء الطهارة الحدثية.
ومنها إذا شك في بقاء النجاسة الخبثية بعد الغسل مرة واحدة فعليه تقع المعارضة بين استصحاب الوجودي مع استصحاب العدم الأزلي ومثل هذه الموارد كثيرة في أبواب الفقه وقد أجاب الأستاذ المحقق النائيني (قده) بأن استصحاب العدم الأزلي لا مورد له في المقام إذ العدم الأزلي هو العدم المطلق الذي هو نقيض وجود كل شىء ومن الواضح ينتقض بوجود ذلك الشيء إذ نقيض كل شىء رفعه وإلا يلزم اجتماع النقيضين فحينئذ يكون العدم الأزلي مقطوع الارتفاع فلا يستصحب.
وأما عدم وجوب الجلوس بعد الزوال فليس له حالة سابقة لكى