الحسين بن علي بن أبي طالب ، القائم بالمدينة على أبي جعفر المنصور ، فوجّه إليه المنصور عيسى بن موسى بن محمد بن عبد الله بن العباس ، فقتل محمد بن عبد الله بن الحسن رحمهالله ، فقالت هذه الطائفة : إن محمدا المذكور حي لم يقتل ، ولا مات ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.
وقالت طائفة أخرى منهم : إن يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القائم بالكوفة أيام المستعين ، فوجه إليه محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بأمر المستعين ابن عمه الحسن بن إسماعيل بن الحسين وهو ابن أخي طاهر بن الحسين ، فقتل يحيى بن عمر رحمهالله. فقالت الطائفة المذكورة : إن يحيى بن عمر هذا حي لم يقتل ، ولا مات ، ولا يموت ، حتى يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.
وقالت طائفة منهم : إن محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، القائم بالطالقان أيام المعتصم ، حيّ لم يمت ، ولا قتل ، ولا يموت ، حتى يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.
وقالت الكيسانية ، وهم أصحاب المختار بن أبي عبيد ، وهم عندنا شعبة من الزيدية وفي سبيلهم : إن محمد بن علي بن أبي طالب ، وهو ابن الحنفية ، حيّ بجبل رضوى (١) عن يمينه أسد وعن يساره نمر تحدثه الملائكة ، يأتيه رزقه غدوّا وعشيّا لم يمت ، ولا يموت ، حتى يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.
وقال بعض الروافض الإمامية ، وهي الفرقة التي تدعى الممطورة : إنّ موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب حيّ لم يمت ، ولا يموت ، حتى يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.
وقالت طائفة منهم ، وهم الناووسية أصحاب ابن ناووس المصري ، مثل ذلك في أبيه جعفر بن محمد.
وقالت طائفة منهم مثل ذلك في أخيه إسماعيل بن جعفر.
وقالت السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ الحميري اليهودي ، مثل ذلك في علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وزادوا : أنه في السحاب.
__________________
(١) رضوى : جبل بين مكة والمدينة قرب ينبع على مسيرة يوم منها. انظر مراصد الاطلاع (ص ٦٢٠).