فليت شعري!! في أي سحابة هو من السحاب؟ والسحاب كثير في أقطار الهواء مسخّر بين السماء والأرض ، كما قال الله عزوجل (١).
وقال عبد الله بن سبأ إذ بلغه قتل علي رضي الله عنه : لو أتيتمونا بدماغه في سبعين صرّة ما صدّقنا موته ، ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.
وقال بعض الكيسانية : بأن أبا مسلم السّراج حيّ لم يمت ، وسيظهر ولا بدّ.
وقال بعض الكيسانية : بأن عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، حيّ بجبال أصبهان إلى اليوم ، ولا بدّ له من أن يظهر ، وعبد الله هذا هو القائم بفارس أيام مروان بن محمد وقتله أبو مسلم بعد أن سجنه دهرا. وكان عبد الله هذا رديّ الدين معطّلا ، مستصحبا للدّهرية.
قال أبو محمد : فصار هؤلاء في سبيل اليهود القائلين بأن ملكيصيدق بن عامر ابن أرفخشذي بن سام بن نوح ، والعبد الذي وجه إبراهيم عليهالسلام ليخطب ريقا بنت نتوال بن ناحور بن تارح ، على إسحاق ابنه عليهالسلام ، وإلياس عليهالسلام وفنحاس بن العازار بن هارون عليهالسلام ، أحياء إلى اليوم ، وسلك هذا السبيل بعض نوكى (٢) الصوفية فزعموا أن الخضر ، وإلياس ، عليهماالسلام حيّان إلى اليوم.
وادّعى بعضهم أنه يلقى إلياس في الفلوات ، والخضر في المروج والرياض ، وأنه متى ذكر خطر على ذاكره.
قال أبو محمد : فإن ذكر في شرق الأرض وغربها ، وشمالها ، وجنوبها ، وفي ألف موضع في دقيقة واحدة كيف يصنع؟
وقد لقينا من يذهب إلى هذا خلقا ، وكلمناهم ، منهم المعروف بابن نفق الليل المحدث «بطلبيرة» وهو مع ذلك من أهل العناية وسعة الرواية.
ومنهم : محمد بن عبد الله الكاتب ، وأخبرني أنه جالس الخضر وكلمه مرارا ، وغيره كثير. هذا مع سماعهم قول الله تعالى : (وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) [سورة الأحزاب : ٤٠].
__________________
(١) في الآية ١٦٤ من سورة البقرة : (وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).
(٢) النوكى : الحمقى ، جمع أنوك.