وقول رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا نبيّ بعدي» (١).
فكيف يستجيز مسلم أن يثبت بعده عليهالسلام نبيا في الأرض حاشا ما استثناه رسول الله صلىاللهعليهوسلم في الآثار المسندة الثابتة من نزول عيسى ابن مريم عليهالسلام في آخر الزمان ، وكفار برغواطه إلى اليوم ينتظرون صالح بن طريف (٢) ، الذي شرع لهم دينهم.
وقالت القطيعية (٣) من الإمامية من الرّافضة كلهم وهم جمهور الشيعة ومنهم المتكلمون ، والنظارون ، والعدد العظيم ، بأن محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، حيّ لم يمت ، ولا يموت حتى يخرج ويملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، وهو عندهم المهدي المنتظر.
وتقول طائفة منهم : إن مولد هذا الذي لم يخلق قط في سنة ستين ومائتين سنة موت أبيه.
وتقول طائفة منهم : بل بعد موت أبيه بمدة.
وقالت طائفة منهم : بل في حياة أبيه ، ورووا ذلك عن حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى ، وأنها شهدت ولادته ، وسمعته يتكلم حين سقط من بطن أمه ، ويقرأ القرآن وأن أمه نرجس ، وأنها هي كانت القابلة.
وقال جمهورهم : بل أمه «صقيل».
وقالت طائفة : بل أمه سوسن. وكل هذا هوس. ولم يعقب الحسن المذكور لا ذكرا ولا أنثى. فهذا أول نوك (٤) الشيعة ، ومفتاح عظيماتهم وأخفها إن كانت مهلكة.
ثم قالوا كلهم إذ سئلوا عن الحجة فيما يقولون : حجتنا الإلهام ، وأن من خالفنا ليس لرشدة ، فكان هذا طريفا جدّا.
وليت شعري!! ما الفرق بينهم وبين عيّار مثلهم ، يدعي في إبطال قولهم الإلهام ، وأن الشيعة ليسوا رشدة ، أو أنهم نوكى ، أو أنهم جملة ذوو شعبة من جنون في رءوسهم؟
__________________
(١) جزء من حديث رواه البخاري في المغازي باب ٧٨ ، بلفظ : «ليس بعدي نبيّ».
(٢) صالح بن طريف البرغواطي : انتحل دينا وشرع للناس صلاة وصياما وزعم أنه أوحي إليه. مات نحو سنة ١٧٥ ه. انظر الأعلام للزركلي (٣ / ٢٧٦).
(٣) هم الاثنا عشرية من الإمامية. وسمّوا بالقطيعية ، أو بالقطيعية ، لأنهم ساقوا الإمامة من جعفر الصادق إلى ابنه موسى وقطعوا بموت موسى. انظر الفرق بين الفرق (ص ٤٣).
(٤) النوك : الحمق.