من بين أصحابه رضي الله عنهم كمحنة عيسى صلىاللهعليهوسلم بين أصحابه من الرسل عليهمالسلام ، وهذه الفرقة باقية إلى اليوم فاشية عظيمة العدد يسمّون العليانية منهم كان إسحاق بن محمد النخعي الأحمر الكوفي ، وكان من متكلميهم ، وله في ذلك كتابه سماه «الصراط» نقضه عليه البهنكي والفياض بما ذكرنا ، ويقولون : إن محمدا رسول علي.
وقالت طائفة من الشيعة يعرفون بالمحمدية : إنّ محمدا عليهالسلام هو الله. تعالى الله عن كفرهم ، ومن هؤلاء كان البهنكيّ والفياض بن علي وله في هذا المعنى كتاب سمّاه «القسطاس». وأبوه الكاتب المشهور الذي كتب لإسحاق بن كنداج أيام ولايته ، ثم لأمير المؤمنين المعتضد ، وفيه يقول البحتري القصيدة المشهورة التي أولها :
شط من ساكن الغوير مزاره |
|
وطوته البلاد والله جاره (١) |
والفياض هذا لعنه الله قتله القاسم بن عبد الله بن سليمان بن وهب ، لكونه من جملة من سعى به أيام المعتضد ، والقصة مشهورة.
وفرقة ثالثة بإلاهية آدم عليهالسلام والنبيين بعده نبيا نبيا إلى محمد عليهالسلام ثم بإلاهية عليّ ثم بإلاهية الحسن ثم الحسين ، ثم محمد بن علي ، ثم جعفر بن محمد ، ووقفوا هاهنا ، وأعلنت الخطابية بذلك نهارا بالكوفة ، في ولاية عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ، فخرجوا صدر النهار في جموع عظيمة في أزر وأردية محرمين ينادون بأعلى أصواتهم : لبيك جعفر لبيك جعفر قال ابن عياش وغيره كأنني أنظر إليهم يومئذ فخرج إليهم عيسى بن موسى فقاتلوه فقتلهم ، واصطلمهم (٢) ، ثم زادت فرقة على ما ذكرنا فقالوا بإلهية محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد ، وهم القرامطة. وفيهم من قال بإلاهية أبي سعيد الحسن بن بهرام الجنابي وأبنائه بعده.
ومنهم من قال بإلهية أبي القاسم النجار القائم باليمن ، في بلاد همدان المسمى بالمنصور.
وقالت طائفة منهم : بإلاهية عبيد الله ثم الولادة من ولده إلى يومنا هذا.
وقالت طائفة بإلاهية أبي الخطاب محمد بن أبي زينب مولى بني أسد بالكوفة ، وكثر عددهم بها حتى تجاوزوا الألوف ، وقالوا هو إله ، وجعفر بن محمد إله ، إلا أن أبا
__________________
(١) ديوان البحتري (٢ / ٣٦٣).
(٢) اصطلمهم : استأصلهم وأبادهم (المعجم الوسيط : ص ٥٢١).