وقالت طائفة من الصّفرية بوجوب قتل كل من أمكن قتله من مؤمن عندهم أو كافر ، وكانوا يؤوّلون الحق بالباطل ، وقد بادت هذه الطائفة.
وقالت الميمونية وهم فرقة من العجاردة ، والعجاردة فرقة من الصّفرية ، بإجازة نكاح بنات البنات ، وبنات البنين ، وبنات بني الإخوة والأخوات. وذكر ذلك عنهم الحسين بن علي الكرابيسي ، وهو أحد الأئمة في الدين والحديث ، ولم يبق اليوم من فرق الخوارج إلا الإباضية والصفرية (١) فقط.
وقالت طائفة من أصحاب البيهسيّة وهم أصحاب أبي بيهس ، وهم من فرق الصّفريّة : إن كل صاحب كبيرة فيها حد فإنه لا يكفر حتى يرفع إلى الإمام ، فإذا أقام عليه الحد فحينئذ يكفر.
وقالت الرشيدية ـ وهم من فرق الثعالبة ، والثعالبة من فرق الصفرية : إن الواجب في الزكاة نصف العشر مما سقي بالأنهار والعيون.
وقالت العوفية ، وهم طائفة من البيهسية التي ذكرنا آنفا : إن الإمام إذا قضى قضية جور وهو بخراسان ، أو بغيرها حيث كان من البلاد ففي ذلك الحين نفسه يكفر هو وجميع رعيته حيث كانوا من شرق الأرض وغربها ، ولو بالأندلس واليمن فما بين ذلك من البلاد.
وقالوا أيضا : لو وقعت قطرة خمر في جبّ ما بفلاة من الأرض ، فإن كل من حضر على ذلك الجب فشرب منه وهو لا يدري بما وقع فيه فهو كافر بالله تعالى. قالوا : إلّا أن الله تعالى يوفق المؤمن لاجتنابه.
وقالت الفضيلية من الصّفرية : من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله بلسانه ولم يعتقد ذلك بقلبه ، بل اعتقد الكفر أو الدهرية ، أو اليهودية ، أو النصرانية ، فهو مسلم عند الله ، مؤمن ، ولا يضره إذا قال الحق بلسانه ما اعتقد بقلبه.
وقالت طائفة من الصفرية : إن النبي صلىاللهعليهوسلم إذ بعث ففي حين بعثه في ذلك الوقت من ذلك اليوم لزم أهل المشرق والمغرب الإيمان به ، وأن يعرفوا جميع ما جاء به من الشرائع ، فمن مات منهم قبل أن يبلغه شيء من ذلك مات كافرا.
وقالت العجاردة ـ أصحاب عبد الكريم بن عجرد من الصّفريّة : إنّ من بلغ الحلم من أولادهم ، وبناتهم ، فهم برآء منه ومن دينه ، حتى يقر بالإسلام فيتولوه حينئذ.
__________________
(١) ذكر قبل أربعة أسطر أن الصفرية بادت. أو لعلّه يقصد أن طائفة منهم بادت ، وبقيت طائفة أخرى.