التوفيق. ويلحق بهن عليهن السلام في ذلك امرأة فرعون بقول رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كمل من الرّجال كثير ولم يكمل من النّساء إلّا مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون» (١). أو كما قال عليهالسلام. والكمال في الرجال لا يكون إلا لبعض المرسلين عليهمالسلام لأن من دونهم ناقص عنهم بلا شك ، وكان تخصيصه صلىاللهعليهوسلم بالكمال مريم وامرأة فرعون تفضيلا لهما على سائر من أوتيت النبوة من النساء بلا شك إذ من نقص عن منزلة آخر ولو بدقيقة لم يكمل ، فصح بهذا الخبر أن هاتين المرأتين كملتا كمالا لم يلحقهما معه امرأة غيرهن أصلا ، وإن كن بنصوص القرآن نبيّات وقد قال تعالى : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ) [سورة البقرة : ٢٥٣].
فالكامل في نوعه هو الذي لا يلحقه أحد من أهل نوعه ، فهم من الرجال الرسل الذين فضلهم الله تعالى على سائر الرسل ، ومنهم نبينا محمّد وإبراهيم عليهما الصلاة السلام بلا شك للنصوص الواردة فيهما بذلك في فضلهما على غيرهما ، وكل من النساء من ذكر عليه الصلاة والسلام.
__________________
(١) رواه البخاري في أحاديث الأنبياء باب ٣٢ و ٤٦ ، وفضائل الصحابة باب ٣٠ ، والأطعمة باب ٢٥. ومسلم في فضائل الصحابة حديث ٧٠. والترمذي في الأطعمة باب ٤١. وابن ماجة في الأطعمة باب ١٤. وأحمد في المسند (٤ / ٣٩٤ ، ٤٠٩).