المرحلة الرابعة
تصحيح المتون وتقويمها
إنّ المادّة الأوّليّة التي اعْتُمدت في تصحيح الكافي عبارة عن نسخ البدل التي نُقلت عن النسخ الخطّيّة وحواشيها وعن النسخ الفرعيّة ؛ ويقوم المصحّح بتشخيص النسخة الراجحة بملاحظة سياق الرواية ورعاية اصول فقه الحديث والقواعد الأدبيّة ، ويغيّر المتن في صورة إحراز الأرجحيّة. وأمّا إذا لم يحرز الأرحجيّة ، بل كانت جميع نسخ البدل مرجوحة ، فإنّه لايغيّر شيئاً وإنّما يكتفي بالإشارة إلى ذلك في الهامش.
و قد لاحظنا في تصحيح الكافي عدّة ضوابط كلّيّة ، وهي كالتالي :
الأوّل : لقد كان الهدف المهمّ والأساسي في تصحيح الكافي هو إراءة أصحّ المتون وأقربها إلى ما صدر عن قلم الكليني ـ كما أسلفنا ـ ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف المهمّ لا يوجد طريق آخر غير الاعتماد على نُسَخه الخطّيّة والفرعيّة ، ولهذا لم نقم بأيّ تصحيح لم يستند إلى هذه النسخ ، ونذكر في موارد التصحيح رموز النسخ المعتمدة الموافقة في الهامش بهذه الصورة : « هكذا في بف ، بن ، ... ».
ولأجل حفظ الأمانة نرى أنّ المحقّق في الموارد التي يرى أن كلمة أو عبارة منها غير صحيحة ، وجميع النسخ المعتمدة مطابقة لهذه الكلمة أو العبارة ، ولا توجد نسخة واحدة تؤيّد ما يراه المحقّق ، فإنّه يُبقي المتن على حاله ولم يغيّر شيئاً منه ، ويشير في الهامش إلى مايراه صحيحاً.
الثاني : لمّا لم نعثر على النسخة الأصليّة للكافي من بين النسخ ، كان الملاك في تصحيحه هو التلفيق بين نسخه وترجيح الراجحة منها على المرجوحة ، بمعنى أنّه لو كان اعتبار نسخة البدل أقوى من المتن المطبوع ، وقد ايّدت نسخة البدل بنسخ خطّيّة معتبرة ، قمنا بإثبات نسخة البدل في المتن ، وصحّحنا المتن طبق هذه النسخ ، وننقل المرجوح المنقول في الكافي المطبوع مع النسخ الموافقة له في الهامش.
الثالث : نظراً إلى أنّ من المحاور الأصليّة في تصحيح المتون هو تقييم نسخ البدل ومعرفة الراجحة والمرجوحة منها ، كان الملاك الأصلي في تعيين اعتبار نسخة البدل