تنبيهات ثلاث :
١. إنّ هذا العمل وبهذه السعة كان ولأوّل مرّة على كتاب حديثي بهذا الحجم الكبير ، ولهذا فليس هو الخطوة النهائية في هذا المجال ، وإنّما هو خطوة اولي في هذا الطريق ، ونحن نري أنّ الذي أنجزناه من أعمال في مجال تصحيح الكتاب إنّما هو خطوات في مسير التصحيح والتحقيق ، وهناك خطوات اخري في هذا المجال لابدّ من طيّها من أجل تقديم تحقيق أكثر عمقاً وأوسع نطاقاً ، يرفع المشاكل والمعضلات التي يواجهها الباحثون في مجال الحديث ، وتسهيل الطريق أمام طلاّب المعارف الحقّة ؛ لينهلوا من هذه العيون العذبة.
ونحن نعتقد أنّ كتاب الكافي ـ باعتبار أنّه أهمّ وأوسع كتاب حديثي وأكثرها اعتباراً ـ حريّ بأن يحقّق عدّة مرّات بتطلّعات جديدة تتناسب مع الزمان والتقنية العصرية وبلحاظ حاجات المخاطبين المتنوّعة ، وأن يطبع بأحجام مختلفة ، كما حصل ويحصل بالنسبة لغيره من الكتب التي لا تحظى بأهميّته ومنزلته.
وهذا العمل هو تجربة جديدة ، فهي مقرونة ببعض النقص والأخطاء لا محالة ، فنأمل من كافّة المحقّقين والباحثين والفضلاء في الحوزة والجامعة أن يدقّقوا النظر فيه ، وأن يرسلوا إلينا ملاحظاتهم واقتراحاتهم ويعينونا على الاستمرار في هذا الطريق.
٢. فيما يتعلّق بتصحيح النصوص توجد اختلافات كثيرة على مستوى المباني وعلى مستوى الاسلوب والطريقة وعلى مستوى المقدار ، ولهذا فإنّ كلّ مصحّح يختار طريقة خاصّة ويسير عليها ، وبطبيعة الحال فإنّ الكافي هو أحد هذه الكتب ، وهو غير مستثنى من هذه القاعدة. ولنستعرض للقارئ الكريم بعض نماذج الاختلافات المشار إليها طبقاً للاستفتاء الذي أجريناه في هذا المجال :
ـ يقول البعض : إنّ مقابلة الكتاب مع نسختين أو ثلاث من نسخه المخطوطة يعدّ كافياً ، بينما يقول البعض الآخر : إنّ مقابلة الكتاب مع جميع النسخ ضروريّة وإن بلغت ثلاثين نسخة.
ـ يقول البعض : إنّ الأفضل عدم الإشارة إلى شيء من نسخ البدل في الهامش ، بينما