[٣٧] (يُرِيدُونَ) الذين كفروا (أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ) دائم.
[٣٨] (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما) أصابع اليد اليمنى ويترك الإبهام (جَزاءً بِما كَسَبا) من الإثم (نَكالاً) في حال كون القطع عقابا (مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
[٣٩] (فَمَنْ تابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ) بالسرقة (وَأَصْلَحَ) حاله بان لم يفعل المحرم (فَإِنَّ اللهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ) يقبل توبته (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
[٤٠] (أَلَمْ تَعْلَمْ) استفهام لتقرير ملكه سبحانه (أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ) كما عذب السارق (وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ) كما غفر له بعد التوبة (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
[٤١] (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ) في إظهار الكفر إذا وجدوا فرصة (مِنَ الَّذِينَ) بيان ل (الذين) وهم المنافقون (قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ) أي بلسانهم (وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هادُوا) أي من اليهود ، قوم (سَمَّاعُونَ) أي يسمعون ويقبلون (لِلْكَذِبِ) الذي يقولونه في باب القتل (سَمَّاعُونَ) لعله عطف بيان ل (سماعون) الأول (لِقَوْمٍ آخَرِينَ) أي لا يسمعون الكلام من الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بل من الآخرين (لَمْ يَأْتُوكَ) يا رسول الله ، وهذا صفة ل (قوم) أي ان هؤلاء اليهود يقبلون الكذب في باب القتل الذي اعتادوا عليه من جماعتهم الذين لم يأتوا إليك (يُحَرِّفُونَ) أولئك القوم الآخرون (الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ) أي بعد أن وضع الله تلك الكلم مواضعها ، والمراد تحريف أحكام التوراة (يَقُولُونَ) أي المنافقون (إِنْ أُوتِيتُمْ) أي أعطيتم (هذا) الحكم المحرّف (فَخُذُوهُ) واقبلوه (وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ) لم تعطوا هذا الحكم بل أفتاكم محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (فَاحْذَرُوا) وامتنعوا من قبوله ، وقد وردت الآية في المنافق (عبد الله بن أبي) حيث وقع حادث قتل بين طائفتين من اليهود هم بنو قريظة وبني النضير وكان حكم القتل بين الطائفتين مخالفا لحكم القتل في التوراة فقالوا لابن أبي : قل لمحمد أن يحكم بما هو المعتاد بيننا لا يحكم بالتوراة إن تحاكمنا إليه ، فقال ابن أبي : ابعثوا رجلا يسمع كلامي وكلام الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فإن حكم لكم بما تريدون فاقبلوا كلامه ، وإلا فلا ، وقيل : ان الآية نزلت في قصة الزنا حيث أراد اليهود جلد الزاني المحصن ، والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أفتى برجمه ، وابن أبي وافق اليهود في الحكم (وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ) بأن يضل ويفتتن عن الدين ، وإرادة الله عبارة عن تركه ، بعد عناده ليضل ، كابن أبي واليهود (فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئاً) أي لا تقدر أنت يا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم أن تدفع عنه فتنة الله (أُولئِكَ) المنافق واليهود (الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ) عن أدناس الكفر والانحراف ، لأنهم اختاروا هذا السبيل بعد تمام الحجة (لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ) فضيحة وينفر المسلمون عنهم (وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ).