[٦٥] (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَاتَّقَوْا) باجتناب المعاصي (لَكَفَّرْنا) أي محونا (عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ) السابقة (وَلَأَدْخَلْناهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ) التي ينعم بها الإنسان.
[٦٦] (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا) بالعمل (التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ) القرآن ، بأن عملوا بالكتب الثلاثة (لَأَكَلُوا) أي لوسع الله عليهم (مِنْ فَوْقِهِمْ) مما ينزل من الأمطار ، وما تثمره الأشجار (وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ) الزراعات ، فإن العمل بالدين يوجب تقدم الحضارة والزراعة والانتفاع بمياه الأمطار بسبب التخزين والصرف ، بالإضافة إلى العناية الغيبية (مِنْهُمْ أُمَّةٌ) جماعة (مُقْتَصِدَةٌ) الاقتصاد الاستواء في العمل ، والمراد بهم الذين أسلموا (وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ ساءَ) أي قبح (ما يَعْمَلُونَ) من الكفر والمعاصي.
[٦٧] (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ) أوصل إلى الناس (ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) بالنسبة إلى نصب عليّ عليهالسلام خليفة من بعدك ، وقد نزلت الآية عند منصرف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من حجة الوداع (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ) لم تبلّغ (فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) كأنك لم تؤدّ شيئا من رسالة الله ، أو المراد لم تؤدّ الرسالة التي كلّفت وهي الرسالة الكاملة (وَاللهُ يَعْصِمُكَ) يحفظك (مِنَ النَّاسِ) فقد كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يخاف من أذى المنافقين له إذا نصب عليّا عليهالسلام (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي) لا يلطف بهم الألطاف الخاصة (الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) الذين لا يقبلون رسالتك في هذا الأمر كما هو الشأن من لا يقبل سائر رسالاته.
[٦٨] (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ) أي على دين يعتد به (حَتَّى تُقِيمُوا) بالعمل (التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) أي القرآن (وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) فاعل (يزيدن) أي يزيد القرآن الكفار (مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَكُفْراً) لأن حسدهم يوجب طغيانهم وشدة كفرهم (فَلا تَأْسَ) أي لا تحزن يا رسول الله (عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ).
[٦٩] (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا) اليهود (وَالصَّابِئُونَ) دين خاص يزعم أهله انهم يتبعون يحيى عليهالسلام ، ورفعه بالقطع ، للإلفات (وَالنَّصارى مَنْ آمَنَ) منهم إيمانا صحيحا (بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) ليس خوفهم وحزنهم بالنسبة إلى خوف الكفار وحزنهم ، يسمى خوفا وحزنا.
[٧٠] (لَقَدْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ) عهدهم الأكيد (وَأَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ رُسُلاً) كثيرين (كُلَّما جاءَهُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُهُمْ) بأحكام تخالف أهواءهم وشهواتهم (فَرِيقاً) جواب (كلما) أي جماعة من الرسل كذبهم اليهود ، كالمسيح عليهالسلام (كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ) كيحيى وزكريا عليهالسلام.