[١٦٠] (وَقَطَّعْناهُمُ) فرقنا بني إسرائيل (اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً) كل قبيلة سبط لانتهاء نسبها إلى أحد أولاد يعقوب عليهالسلام (أُمَماً) صفة (أسباطا) (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ) طلب منه الماء في التيه (قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ) الذي كان معه فضرب (فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ) خرجت من الحجر (اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ) كل قبيلة (مَشْرَبَهُمْ) المحل الذي يشربون منه (وَظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ) السحاب يقيهم الشمس (وَأَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَ) مادة حلوة (وَالسَّلْوى) قسم من الطير (كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا) حيث كفروا (وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ).
[١٦١] (وَإِذْ) اذكر يا رسول الله (قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ) بيت المقدس ، للخلاص من التيه (وَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ) أي اللهم حطّ ذنوبنا (وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) فإذا أردتم أن تدخلوا من باب القرية اسجدوا لله شكرا (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) ثوابا.
[١٦٢] (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ) بأن قالوا حنطة حمراء خير لنا (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِجْزاً) عذابا (مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَظْلِمُونَ) أنفسهم بالعصيان.
[١٦٣] (وَسْئَلْهُمْ) أي استخبرهم يا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم توبيخا لهم (عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ) قريبة من البحر وهي إيلة (إِذْ يَعْدُونَ) يتجاوزون حدود الله (فِي السَّبْتِ) يوم السبت ، حيث كان صيد السمك محرما عليهم يوم السبت فاتخذوا حياضا متصلة بالبحر فكانت السمك تدخلها في السبت ولا تتمكن من الرجوع فيصيدونها يوم الأحد (إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ) أي الأسماك (يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً) ظاهرة على وجه الماء ، لأنها عرفت أمانها هذا اليوم فكانت تظهر (وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ) لا يعظمون السبت ، أي سائر الأيام (لا تَأْتِيهِمْ) الأسماك (كَذلِكَ) أي هكذا (نَبْلُوهُمْ) نختبرهم (بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) إذ لو لا فسقهم وإرادة الانتقام منهم لم نحرم عليهم صيد السمك يوم السبت.