[١٦٤] (وَإِذْ قالَتْ) عطف على (إذ يعدون) (أُمَّةٌ) جماعة (مِنْهُمْ) من أهل القرية ، لجماعة كانوا يعظون الصائدين للسمك (لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ) بإماتتهم (أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً) دون الإهلاك ، قالوا ما الفائدة في نصيحة هؤلاء؟ (قالُوا) الناصحون (مَعْذِرَةً) لأجل أن يكون لنا عذر (إِلى رَبِّكُمْ) نقول له يا رب قد نصحناهم (وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) صيد سمك المحرم.
[١٦٥] (فَلَمَّا نَسُوا) ترك الصائدون (ما ذُكِّرُوا بِهِ) أي النصح الذي ذكرهم الناصحون به (أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ) وهم الناصحون فقط (وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا) الصائدون والتاركون للنصح (بِعَذابٍ بَئِيسٍ) شديد (بِما) أي بسبب ما (كانُوا يَفْسُقُونَ).
[١٦٦] (فَلَمَّا عَتَوْا) تكبروا (عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ) عن صيد السمك (قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) مطرودين فانقلبوا قردة.
[١٦٧] (وَإِذْ تَأَذَّنَ) أي أذن وأعلم (رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَ) ليسلطن (عَلَيْهِمْ) على اليهود (إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ) أي يؤذيهم (سُوءَ الْعَذابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ) لمن كفر (وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ) لمن آمن (رَحِيمٌ).
[١٦٨] (وَقَطَّعْناهُمْ) أي فرقناهم (فِي الْأَرْضِ أُمَماً) فرقا (مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ) الذين آمنوا بالأنبياء المتأخرين (وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ) غير مؤمنين (وَبَلَوْناهُمْ) اختبرناهم (بِالْحَسَناتِ) بالنعم (وَالسَّيِّئاتِ) النقم (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) عن الكفر والمعاصي ، ليشكروا النعم أو يتضرعوا عند النقم.
[١٦٩] (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ) بعد أولئك الأقوام (خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ) التوراة (يَأْخُذُونَ عَرَضَ) أي حطام (هذَا الْأَدْنى) يعني الدنيا ، مقابل الآخرة التي هي أبعد (وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا) أي لا بأس بما نفعله من الحرام فإن الله يغفر لنا (وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ) أي مثل هذا العرض الأول (يَأْخُذُوهُ) أيضا ، والمعنى أنهم مصرون على الذنب والعصيان (أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ) أي العهد المذكور في الكتاب (أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَ) فكيف يقولون سيغفر لنا وهم مرتكبون للمعاصي (وَدَرَسُوا ما فِيهِ) أي قرءوا ما في الكتاب (وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) مما يأخذه اليهود من عرض هذا الأدنى (أَفَلا تَعْقِلُونَ).
[١٧٠] (وَالَّذِينَ) عطف على (للذين) (يُمَسِّكُونَ) يتمسكون (بِالْكِتابِ) التوراة (وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) الذين يصلحون أنفسهم بالطاعة.