[٩] (إِذْ) متعلق ب (يحق) أي ذلك حال استجرتم بالله في غزوة بدر (تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ) أجاب الله (لَكُمْ) قائلا (أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ) بعض ردف بعض أتوا لنصرتكم.
[١٠] (وَما جَعَلَهُ اللهُ) أي إمداد الملائكة (إِلَّا بُشْرى) بشارة لكم بالنصر (وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ) أي بالنصر (قُلُوبُكُمْ) فإن الإنسان إذا عرف أن له مددا اطمئن قلبه (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ) لا من العدد والعدد والملائكة (إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
[١١] (إِذْ) بدل من (إذ يعدكم) (يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ) يغلبكم النوم (أَمَنَةً مِنْهُ) أمنا من الله ، إذ الآمن يقدر على النوم أما الخائف فلا تغمض له عين (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً) المطر ، فقد جنبوا في الليلة ولم يكن لهم ماء للشرب والغسل ، وكان محلهم رمليا رخوا يحتاج إلى الماء ليقوى ، فأنزل الله المطر (لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ) أي بالماء من لوث الجنابة (وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ) إما المراد به الجنابة ، أو وسوسته حيث وسوس إليهم أنهم على باطل ، وإلّا فلما ذا الجنابة وعدم الماء (وَلِيَرْبِطَ) ليشد الله (عَلى قُلُوبِكُمْ) بأن تعلموا أنه يلطف بكم (وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ) في الأرض الرملية ، إذ الماء يلبد الأرض.
[١٢] (إِذْ) متعلق ب (يثبت) (يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ) بالنصر (فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا) قووا قلوبهم وبشروهم بالنصر (سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ) الخوف من المؤمنين (فَاضْرِبُوا) الكفّار (فَوْقَ الْأَعْناقِ) أي الرؤوس (وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ) أصابع اليد والرجل فإنه يورث الوجع الشديد وشلّ قوى الخصم.
[١٣] (ذلِكَ) العذاب إنما نزل بهم (بِأَنَّهُمْ) بسبب أنهم (شَاقُّوا) خالفوا (اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشاقِقِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) في الدنيا والآخرة.
[١٤] (ذلِكُمْ) العقاب أيها الكفار (فَذُوقُوهُ) في الدنيا (وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ) في الآخرة.
[١٥] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً) متدانين لقتالكم (فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ) فلا تنهزموا.
[١٦] (وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ) وقت الزحف (دُبُرَهُ) بأن أعطاهم خلفه للفرار (إِلَّا مُتَحَرِّفاً) يريد التوجه إلى ناحية أخرى (لِقِتالٍ) لا انه يريد الفرار (أَوْ مُتَحَيِّزاً) منحازا قاصدا (إِلى فِئَةٍ) جماعة ليتقوى بهم حال الحرب (فَقَدْ باءَ) رجع حال فراره (بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ) يصحبه غضب الله عليه (وَمَأْواهُ) محله (جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) لأنه مصير سيئ.