[٤١] (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ) من الفوائد سواء أخذتموه من الكفار ، أم غير ذلك كأرباح الاكتساب (فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ) يصرف في ما أمر الله به (وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى) أقرباء الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وهم الإمام عليهالسلام والسادة (وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) المنقطع في طريقه ، وهذه الطوائف من السادة (إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ) أي أعطوا الخمس إن تؤمنون بالله (وَ) ب (ما أَنْزَلْنا) من الفتح والآيات (عَلى عَبْدِنا) محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (يَوْمَ الْفُرْقانِ) الذي ميّز الله فيه الحق من الباطل وهو يوم بدر (يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ) تلاقى الكفار والمسلمون (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ومنه نصركم.
[٤٢] (إِذْ) بدل من (يوم الفرقان) (أَنْتُمْ) أيها المسلمون (بِالْعُدْوَةِ) هي بمعنى شفير الوادي (الدُّنْيا) أي القريبة من المدينة (وَهُمْ) الكفار (بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى) جانبه الأبعد من المدينة (وَالرَّكْبُ) وهو العير (١) الذي جاء من الشام إلى المدينة وندب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أصحابه لغزوه (أَسْفَلَ مِنْكُمْ) يعني ساحل البحر (وَلَوْ تَواعَدْتُمْ) أنتم والكفار للقتال (لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعادِ) لعلكم لا تخرجون لما تشاهدون من ضعفكم وقوتهم (وَلكِنْ) الله جمعكم بلا ميعاد (لِيَقْضِيَ اللهُ) أي ينفذ (أَمْراً كانَ مَفْعُولاً) أي كائنا لا محالة وهو نصركم (لِيَهْلِكَ) بدل من (ليقضي) (مَنْ هَلَكَ) بالكفر (عَنْ بَيِّنَةٍ) بعد إقامة الحجة عليه بما رأى في بدر من الآيات (وَيَحْيى) بالإيمان (مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ).
[٤٣] (إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلاً) رأى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الكفار في منامه جماعة قليلة فأخبر أصحابه (وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً) بان رآهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كثيرا فأخبر أصحابه بكثرتهم (لَفَشِلْتُمْ) خوفا منهم (وَلَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ) أمر القتال هل تقدمون أم لا (وَلكِنَّ اللهَ سَلَّمَ) سلمكم من الفشل والتنازع (إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) أي بما في القلوب.
[٤٤] (وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ) أي إن الله أراكم الكفار عند الاصطفاف (إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً) حتى ظن المسلمون أنهم بين سبعين ومائة (وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ) ورأى الكفار المسلمين قليلا أيضا وذلك حتى تتجرّأ كل طائفة في قتال الأخرى (لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) فإن اختيار كل أمر بيد الله تعالى.
[٤٥] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً) أي جماعة كافرة (فَاثْبُتُوا) لقتالهم (وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) تظفرون.
__________________
(١) العير : القافلة ، وقيل الإبل التي تحمل الميرة ، العير : كل ما امتير عليه من الإبل والحمير والبغال ، لسان العرب : ج ٤ ص ٦٢٤.