[٢١] (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ) على لسان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ) أي انه تعالى راض عنهم (وَجَنَّاتٍ) بساتين (لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ) نعمة دائمة.
[٢٢] (خالِدِينَ فِيها) في تلك الجنان (أَبَداً إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) فلا يقاس ثوابه بغيره.
[٢٣] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ) تتولونهم في خلاف الإسلام (إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ) اختاروه وأحبوه (عَلَى الْإِيمانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ) بعد أن اختاروا الكفر (فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) لأنفسهم حيث عرضوها على العقاب.
[٢٤] (قُلْ) يا رسول الله للمؤمنين (إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها) اكتسبوها (وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها) عدم رواجها بسبب اشتغالكم بطاعة الله (وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها) اخترتموها مسكنا لكم (أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ) بأن قدمتم تلك على أوامر الله (فَتَرَبَّصُوا) انتظروا ، تهديد لهم (حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ) بحكمه فيكم وعذابه عليكم (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) الخارجين عن طاعة الله بعد تمام البينة.
[٢٥] (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ) مواضع (كَثِيرَةٍ) هي ثمانون كما ورد (وَ) في (يَوْمَ حُنَيْنٍ) موضع قرب مكة (إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ) كثرة المسلمين حتى قال بعضهم لن يغلب اليوم من قلة (فَلَمْ تُغْنِ) كثرتكم (عَنْكُمْ شَيْئاً) إذ لم تفد الكثرة بل انهزموا (وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ) أي مع سعتها حيث لم يعلموا أين يفرّون (ثُمَّ وَلَّيْتُمْ) العدو ظهوركم (مُدْبِرِينَ) منهزمين.
[٢٦] (ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ) السكون والطمأنينة (عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) الذين بقوا مع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم كعليّ عليهالسلام وأولاد عباس (وَأَنْزَلَ جُنُوداً) من الملائكة (لَمْ تَرَوْها وَعَذَّبَ) الله (الَّذِينَ كَفَرُوا) بالقتل والأسر (وَذلِكَ) العذاب (جَزاءُ الْكافِرِينَ).