[٣٤] (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ) الذين جعلتموهم شركاء لله (مَنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ).
[٣٥] (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِ) بإرسال الرسل ونصب الدلائل (قُلِ اللهُ) وحده (يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي) أي هو بنفسه لا يتمكن من هداية نفسه (إِلَّا أَنْ يُهْدى) بأن يهديه غيره ، وهذا وصف أشرف الشركاء كالمسيح عليهالسلام والملائكة ، فكيف بالأصنام (فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) حكما جائرا.
[٣٦] (وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ) أكثر الكفار والمشركين (إِلَّا ظَنًّا) إذ قليل منهم يقطعون بصحة الأصنام جهلا مركبا (إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) فإن الظن ليس بعذر ولا مرآة للواقع (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ) من اتباع الظن وترك الحجة ، وهذا تهديد لهم.
[٣٧] (وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى) بأن يكون النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم افتراه (مِنْ دُونِ اللهِ) غير الله (وَلكِنْ) أنزل (تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ) من الكتب السابقة (وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ) أي شرح ما كتب وأثبت من أمور الدين (لا رَيْبَ فِيهِ) ليس محل شك وريب (مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ).
[٣٨] (أَمْ يَقُولُونَ) بل يقول الكفار : (افْتَراهُ) محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ) إن كان القرآن كلام البشر فأتوا بسورة مثل سور القرآن (وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ) لمعاضدتكم (مِنْ دُونِ اللهِ) غير الله كائنا من كان (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) في أنه افتراء.
[٣٩] (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ) بالقرآن قبل أن يتدبروا آياته ويحيطوا بالعلم بشأنه (وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ) أي بعد لم يفهموا معانيه وحقائقه (كَذلِكَ) بدون تدبر (كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) أنبياءهم وكتبهم (فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ) حيث نزل بهم العذاب ، وهذا تهديد لقريش وسائر الكفار.
[٤٠] (وَمِنْهُمْ) من الناس (مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ) المعاندين الذين يفسدون في الأرض.
[٤١] (وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ) كل يجزى بما عمل (أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ) وهذا كناية عن تركهم وشأنهم.
[٤٢] (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ) إذا قرأت القرآن ، لا بقصد الاستفادة (أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَ) فإنهم كالأصم الذي لا يسمع ، والاستفهام لبيان عدم فائدة وعظهم (وَلَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ) بأن انضمّ إلى صممهم عدم تعقلهم.