[١٩] (أَلَمْ تَرَ) ألم تعلم (أَنَّ اللهَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) بالحكمة التي يحق أن تخلق عليها لا بالباطل واللعب (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ) بإعدامكم (وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ).
[٢٠] (وَما ذلِكَ) إعدامكم وإيجاد غيركم (عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ) بمتعسر.
[٢١] (وَبَرَزُوا) أي ظهروا في يوم القيامة (لِلَّهِ جَمِيعاً) الكفار ورؤساؤهم (فَقالَ الضُّعَفاءُ) الأتباع (لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) تكبروا عن الإيمان : (إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً) تابعين في الكفر (فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ) دافعون (عَنَّا مِنْ عَذابِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ) ولو مقدارا قليلا (قالُوا لَوْ هَدانَا اللهُ) إلى طريق الخلاص من العذاب (لَهَدَيْناكُمْ سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ) مفر ومنجى من العقاب وفيه إشارة إلى عدم فائدة الجزع.
[٢٢] (وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ) بأن دخل السعداء الجنة والأشقياء النار : (إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِ) بالبعث والجزاء (وَوَعَدْتُكُمْ) خلاف ذلك بأنه لا بعث فافعلوا ما شئتم (فَأَخْلَفْتُكُمْ) أي وعدا مخالفا للواقع (وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ) تسلط وقهر فأجبركم على الكفر والعصيان (إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ) بالوسوسة (فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ) فإن الملامة عليكم حيث أطعتموني بمجرد الوسوسة (ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ) مغيثكم من العذاب (وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَ) بمنقذ لي من العذاب (إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ) إني كافر بإشراككم لي مع الله ، حيث أطعتموني (مِنْ قَبْلُ) في الدنيا (إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) مؤلم.
[٢٣] (وَأُدْخِلَ) المدخل هم الملائكة (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) تحت أشجارها وقصورها (الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها بِإِذْنِ) بأمر (رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ) يحيي بعضهم بعضا بالسلام ، لأن هناك محل السلامة.
[٢٤] (أَلَمْ تَرَ) ألم تعلم (كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً) بين مثلا للكلام الحسن (كَلِمَةً طَيِّبَةً) حسنة (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ) في الأرض (وَفَرْعُها) رأسها (فِي السَّماءِ) في جهة العلو.