[٣٨] (إِذْ أَوْحَيْنا) ألهمنا (إِلى أُمِّكَ ما يُوحى) ما يلزم أن تلهم.
[٣٩] (أَنِ اقْذِفِيهِ) والوحي هو أن اجعليه (فِي التَّابُوتِ) الصندوق (فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِ) اطرحي التابوت الذي فيه موسى عليهالسلام في البحر (فَلْيُلْقِهِ الْيَمُ) أمر بمعنى الخبر أي فيلقي البحر الصندوق (بِالسَّاحِلِ) الشاطئ (يَأْخُذْهُ) أي موسى عليهالسلام (عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ) لموسى عليهالسلام ، فإنّ فرعون كان عدوا لله ولرسوله (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ) يا موسى عليهالسلام (مَحَبَّةً مِنِّي) من عندي فكان إذا رآه أحد أحبّه فورا. (وَلِتُصْنَعَ) تربّى (عَلى عَيْنِي) برعايتي ، لا برعاية عدوي فرعون.
[٤٠] وأرجعناك إلى أمّك ويفهم ذلك من قوله (إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ) فإن الأم أرسلت أخت موسى عليهالسلام لتقتفي أثره فجاءت ورأت موسى عليهالسلام عند فرعون وهو يطلب له الحاضنة (فَتَقُولُ) الأخت : (هَلْ أَدُلُّكُمْ) أرشدكم يا آل فرعون (عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ) يكفل موسى عليهالسلام ، فقالوا : نعم ، فجاءت بأمّه فقبل ثديها (فَرَجَعْناكَ) يا موسى عليهالسلام (إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها) برؤيتك ، أي تفرح (وَ) كي (لا تَحْزَنَ) بفراقك (وَ) منة أخرى مننّا عليك حين (قَتَلْتَ نَفْساً) قبطيا حال نازعت مع الإسرائيلي فخفت أن يقتلوك (فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِ) بأن ألهمنا إليك بالفرار ففرت واسترحت عن قصاصهم (وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً) اختبرناك اختبارا بالشدائد والآلام (فَلَبِثْتَ) مكثت وبقيت (سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ) قبيلة شعيب النبي عليهالسلام (ثُمَّ جِئْتَ عَلى قَدَرٍ) قدرة على الرسالة (يا مُوسى).
[٤١] (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) صنعتك لأن تكون نبيا لي.
[٤٢] (اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي) دلالاتي (وَلا تَنِيا) تفترا ، من الفتور (فِي ذِكْرِي) بالتسبيح وتبليغ الرسالة.
[٤٣] (اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى) جاوز الحدّ.
[٤٤] (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً) رقيقا بدون خشونة. (لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ) يتّعظ (أَوْ يَخْشى) العقاب.
[٤٥] (قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا) بأن يعاقبنا فورا (أَوْ أَنْ يَطْغى) يزداد طغيانا.
[٤٦] (قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما) بالحفظ والنصرة (أَسْمَعُ) قولكم (وَأَرى) أفعالكم ، فأدفع شرّه عنكما.
[٤٧] (فَأْتِياهُ) اذهبا إليه (فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ) أطلق (مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ) حتى نخرج بهم عن مصر (وَلا تُعَذِّبْهُمْ) بالتكاليف الشاقة (قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ) أدلة (مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ) السلامة من عقاب الدنيا والآخرة (عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى) الهداية.
[٤٨] (إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ) بما جئنا به (وَتَوَلَّى) أعرض.
[٤٩ ـ ٥٠] (قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى * قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ) من المخلوقات (خَلْقَهُ) صورته (ثُمَّ هَدى) هداه إلى ما يجلب له النفع ويدفع عنه الضرر.
[٥١] (قالَ) فرعون : (فَما بالُ) ما حال (الْقُرُونِ الْأُولى) الأمم السابقة فما حالهم في الآخرة ، على زعمك بأن بعد الموت عالما آخر.