[٩١] (وَ) اذكر مريم عليهمالسلام (الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها) حفظته عن الزنا وعن الزواج (فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا) الروح المشرفة بانتسابها إلينا (وَجَعَلْناها وَابْنَها) عيسى عليهالسلام (آيَةً) دليلا على قدرة الله (لِلْعالَمِينَ).
[٩٢] (إِنَّ هذِهِ) هؤلاء الأنبياء عليهمالسلام (أُمَّتُكُمْ) جماعتكم المنقادون لله في حال كونها (أُمَّةً واحِدَةً) لوحدة دين الجميع (وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) اعبدوني ولا تشركون.
[٩٣] (وَتَقَطَّعُوا) تفرقوا أمم هذه الأنبياء عليهمالسلام (أَمْرَهُمْ) أمر دينهم (بَيْنَهُمْ) بأن اختلفوا في الدين (كُلٌ) من الفرق (إِلَيْنا راجِعُونَ) فنجازيهم.
[٩٤] (فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ) أي لا نجحد أعماله الصالحة بل نثيبه عليها (وَإِنَّا لَهُ) لسعيه (كاتِبُونَ) نكتب أعماله في صحيفة حسناته لنجزيه عليها.
[٩٥] (وَحَرامٌ) ممتنع (عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها) بالعذاب (أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ) بل يرجعون إلينا لنعاقبهم في الآخرة ، والحاصل أن المؤمن والكافر رجوعهم إلى الله تعالى.
[٩٦] (حَتَّى) متعلق ب (كاتبون) أي نكتب الأعمال إلى زمان القيامة (إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ) أي فتحت الأرض أمام قبائلهما ليأتوا إلى البلاد للفساد (وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ) ارتفاع في الأرض (يَنْسِلُونَ) يسرعون فلا يمنعهم ارتفاع عن التسلق.
[٩٧] (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُ) القيامة (فَإِذا هِيَ) ضمير القصة (شاخِصَةٌ) أي أن قصة القيامة هي شخوص أبصار الكفار فهي متحركة خائفة غير مستقرة (أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يا وَيْلَنا) قائلين : يا سوء حالنا (قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا) اليوم فلم نعلم أنه حق (بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ) لأنفسنا حيث لم ننظر إلى الآيات بنظر الاعتبار.
[٩٨] (إِنَّكُمْ وَما) الأصنام التي (تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ) وقود (جَهَنَّمَ أَنْتُمْ) أيها الكفار (لَها) للنار (وارِدُونَ) داخلون فيها.
[٩٩] (لَوْ كانَ هؤُلاءِ) الأصنام (آلِهَةً) حقيقة (ما وَرَدُوها) إذ دخولها ينافي الألوهية ، فالإله لا يرد لا أن كل من لم يرد فهو إله ، فلا ينقض بالمسيح عليهالسلام (وَكُلٌ) من العابد والمعبود (فِيها خالِدُونَ).
[١٠٠] (لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ) صوت شديد دالّ على شدة التلهف (وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ) كلاما حسنا أو شيئا لشدة العذاب.
[١٠١] (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى) أي العدة الحسنة بأن قلنا إنهم محسنون ، وكان قولنا تبعا لما علمنا من أعمالهم (أُولئِكَ عَنْها) عن النار (مُبْعَدُونَ) بعيدون.