[٩٠] (بَلْ أَتَيْناهُمْ بِالْحَقِ) بيّنا لهم ما هو حق من التوحيد والمعاد (وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) في ادعاء الولد والشريك ونفي المعاد.
[٩١] (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ) المسيح وعزير عليهالسلام والملائكة (وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ) شريك له (إِذاً) أي إذا كان له شريك (لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ) بأن انحاز مع مخلوقاته في جانب (وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ) بالتغالب كما يفعل الملوك ، وقد تقدم استحالة ذلك (سُبْحانَ اللهِ) إنه منزّه (عَمَّا يَصِفُونَ) من الولد والشريك.
[٩٢] (عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) ما غاب عن الحواس وما حضر لديها (فَتَعالى) ارتفع (عَمَّا يُشْرِكُونَ) عن شركهم.
[٩٣] (قُلْ رَبِّ إِمَّا) أصله (إن) الشرطية و(ما) الزائدة (تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ) من عذابهم والنقمة عليهم.
[٩٤] (رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) أي معهم كي لا يصيبني ما أصابهم ، وهذا دعاء لاستمرار لطفه.
[٩٥] (وَإِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ) من العذاب (لَقادِرُونَ) ولكن نؤخرهم للوصول إلى أجلهم المسمى.
[٩٦] (ادْفَعْ) بالكيفية التي (هِيَ أَحْسَنُ) الكيفيات (السَّيِّئَةَ) مفعول (ادفع) (نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ) الله به من الشرك والولد فنجازيهم عليه.
[٩٧ ـ ٩٨] (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ) وساوس (١) (الشَّياطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) أي يحضر الشياطين عندي لإغوائي.
[٩٩] (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ) أي الكفّار (الْمَوْتُ) بأن قارب موته (قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ) أي ارجعوا بي وردوني إلى الدنيا.
[١٠٠] (لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ) من الأموال بأن أنفق منها حق الله (كَلَّا) لا رجوع (إِنَّها) أي الكلمة التي يقولها (كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها) فهي مجرد لفظ لا أثر له (وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ) وهو ما بين الدنيا والآخرة (إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) في الآخرة.
[١٠١] (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ) بوق ينفخ فيه إسرافيل عليهالسلام لإحياء الناس (فَلا أَنْسابَ) نسب يفيد (بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ) لا يسأل بعضهم بعضا خوفا من أن يبتلى به ، ولأن كل إنسان مشغول بنفسه.
[١٠٢] (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ) بالطاعات (فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الفائزون.
[١٠٣] (وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ) بأن كانت معاصيه أكثر (فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) ضيعوها وهم (فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ) باقون دائما.
[١٠٤] (تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ) تضربها فتحرقها (٢) (وَهُمْ فِيها كالِحُونَ) عابسون تتقلص شفاههم من شدة الاحتراق.
__________________
(١) والهمزة في اللغة : شدة الدفع.
(٢) لفحت وجهه النار : أصابته.