[٧] (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَ) لنبطلن (عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ) فإن الحسنات تذهب السيئات (وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ) جزاء العمل ، مثلا أحسن جزاء البنّاء دينار وأوسطه نصفه وأقله ربعه فنعطيه دينارا كاملا (الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ).
[٨] (وَوَصَّيْنَا) أي أمرنا (الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً) بأن يحسن إليهما عملا حسنا (وَإِنْ جاهَداكَ) أي أصر الوالدان عليك أيها الإنسان (لِتُشْرِكَ بِي ما) أي لتجعل شريكي صنما (لَيْسَ لَكَ بِهِ) بذلك الصنم (عِلْمٌ) حيث تعلم أنه ليس شريكا لله ، فهو من باب السالبة بانتفاء الموضوع (فَلا تُطِعْهُما) في ذلك الشرك (إِلَيَ) إلى جزائي (مَرْجِعُكُمْ) رجوعكم جميعا (فَأُنَبِّئُكُمْ) أخبركم ، لأجل الجزاء (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) من خير أو شر.
[٩] (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي) جملة (الصَّالِحِينَ) الذين لهم الجنة.
[١٠] (وَمِنَ النَّاسِ) وهم المنافقون (مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ) بأن أصابه أذى في سبيل الله (جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ) أي أذاهم (كَعَذابِ اللهِ) فكما إن خوف العذاب صرفه إلى الإيمان فإن أذى الناس يصرفه إلى الكفر حتى يستريح من أذاهم ، فيرى أنه لا داعي لاستعجال الأذى في سبيل دفع عذاب في المستقبل (وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ) فتح وغنيمة (مِنْ رَبِّكَ) للمسلمين (لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ) في الدين فأشركونا في الغنيمة (أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ) من الإخلاص والنفاق ، فيجازي كلّا حسب ما في صدره.
[١١] (وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا) بقلوبهم (وَلَيَعْلَمَنَ) الله (الْمُنافِقِينَ) فيجزي كل فريق بما يستحق.
[١٢] (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا) في الكفر (وَلْنَحْمِلْ) أي نحن نحمل يوم القيامة (خَطاياكُمْ) فلا تعاقبون عليها (وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ) لأن خطيئة كل إنسان على نفسه (إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) في قولهم (نحمل خطاياكم).
[١٣] (وَلَيَحْمِلُنَ) الكفار (أَثْقالَهُمْ) ذنوبهم (وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ) وهي الذنوب التي اقترفوها بسبب إضلال الناس (وَلَيُسْئَلُنَ) هؤلاء الكفار (يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ) من الأكاذيب التي ضلوا بها سائر الناس ، يسألون عنها لأجل الجزاء.
[١٤] (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ) مكث (فِيهِمْ) يدعوهم إلى الإيمان (أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً) فلم يجيبوه (فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ) أغرقهم الماء الكثير (وَهُمْ ظالِمُونَ) لأنفسهم بالكفر والعصيان.