[٦] (وَعْدَ اللهِ) نصرة الروم (لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ) لامتناع القبيح عليه (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) أن الله لا يخلف وعده.
[٧] (يَعْلَمُونَ ظاهِراً) أي ما يشاهدونه (مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ) ولذا لا يعملون لها.
[٨] (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ) أفلم يحدثوا الكفر في أنفسهم (ما خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِ) إذ لو لم تكن آخرة كان خلق الحياة عبثا (وَأَجَلٍ) أمد (مُسَمًّى) قد سمي فلا تبقى بعده حياة (وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ) بملاقاة جزائه (لَكافِرُونَ).
[٩] (أَوَلَمْ يَسِيرُوا) يسافروا (فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) كعاد وثمود ، حتى يروا آثارهم الخربة الدالة على عذابهم (كانُوا) أولئك (أَشَدَّ مِنْهُمْ) من هؤلاء الكفار (قُوَّةً) جسمية ومالية (وَأَثارُوا الْأَرْضَ) قلبوها للزراعة واستخراج المعادن (وَعَمَرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها) هؤلاء (وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) المعجزات ، لكنهم كذبوا (فَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ) حيث عذبهم (وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) بالكفر والمعاصي ولذا أخذهم الله بالعذاب.
[١٠] (ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى) كبشرى ، أي عملوا العمل السيئ (أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَكانُوا بِها) بآيات الله (يَسْتَهْزِؤُنَ) فإن العصيان يجر إلى الكفر.
[١١] (اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ) ينشئهم (ثُمَّ يُعِيدُهُ) يبعثهم (ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) إلى جزائه.
[١٢] (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ) القيامة (يُبْلِسُ) أي يتحيرون ، فلا يجدون جوابا (الْمُجْرِمُونَ) الذي أجرموا بالكفر والعصيان.
[١٣] (وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ) الأصنام التي أشركوها بالله (شُفَعاءُ) ليدفعوا عنهم العذاب (وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ) الأصنام التي جعلوها شركاء لله (كافِرِينَ) يكفرون بها حين يشاهدون بطلانها.
[١٤] (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ) المؤمنون والكافرون.
[١٥] (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ) جنة (يُحْبَرُونَ) يسرون سرورا يظهر على وجوههم.