[٤٢] (قُلْ) يا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم : (سِيرُوا) سافروا (فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ) كقوم عاد وثمود ولوط ، فإن آثارهم الخربة دالة على أخذ العذاب لهم (كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ) ولذا أهلكهم الله ، وهذا تهديد للمشركين بأنه سيصيبهم مثل ذلك العذاب ، أما غير الأكثر فقد نجاهم الله تعالى.
[٤٣] (فَأَقِمْ) لا تعدل عنه (وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ) المستقيم (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ) لا يقدر أن يرده أحد ، وهو يوم القيامة (مِنَ اللهِ) متعلق ب (يأتي) (يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ) يتفرقون بعض إلى الجنة وبعض إلى النار.
[٤٤] (مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ) أي على نفسه ، لا على غيره (كُفْرُهُ) وبال كفره (وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ) لا لغيرها (يَمْهَدُونَ) يهيئون المحل الحسن.
[٤٥] وإنما يهيئ الله لهم المنزل الحسن : (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ) أي جزاء زائدا على استحقاقهم (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ) أي يكرههم فيجازيهم بالعقاب.
[٤٦] (وَمِنْ آياتِهِ) الدالة على وجوده وعلمه وقدرته (أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ) بالمطر (وَلِيُذِيقَكُمْ) أي يبشركم ويذيقكم (مِنْ رَحْمَتِهِ) التي هي المطر (وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ) أي السفينة (بِأَمْرِهِ) تعالى فإن الريح تسيرها (وَلِتَبْتَغُوا) تطلبوا (مِنْ فَضْلِهِ) بالتجارة في البحر (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) نعمته تعالى حيث حملكم على السفينة.
[٤٧] (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) بالمعجزات (فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا) بالكفر والعصيان ، بأن أهلكناهم (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) اسم كان ، ننصرهم بالحجة والغلبة.
[٤٨] (اللهُ) هو (الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ) تهيج (سَحاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ) الله (وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً) قطعا متفرقة (فَتَرَى الْوَدْقَ) المطر (يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) من وسط السحاب (فَإِذا أَصابَ بِهِ) بالمطر (مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) بأن أروى بلادهم ومزارعهم (إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) يفرحون.
[٤٩] (وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ) المطر (مِنْ قَبْلِهِ) إرسال السحاب (لَمُبْلِسِينَ) يائسين.
[٥٠] (فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ) آثار المطر في الأرض (كَيْفَ يُحْيِ) الله (الْأَرْضَ) بالنبات (بَعْدَ مَوْتِها) باليبس (إِنَّ ذلِكَ) الله الذي أحيى الأرض (لَمُحْيِ الْمَوْتى) للقيامة (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).