[٧] (وَإِذْ) اذكر يا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم زمان (أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ) عهدهم الأكيد بتبليغ الرسالة (وَ) أخذنا (مِنْكَ) يا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً) شديدا.
[٨] وإنما أخذنا الميثاق (لِيَسْئَلَ) الله الأنبياء عليهمالسلام (الصَّادِقِينَ) في عهدهم مع الله (عَنْ صِدْقِهِمْ) عما قالوه لقومهم من الكلام الصادق ، أي أخذنا منهم الميثاق لنسألهم عن أنهم هل أدوا الرسالة أو لا (وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ) الذين لم يقبلوا كلام الأنبياء عليهمالسلام (عَذاباً أَلِيماً) مؤلما.
[٩] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ) من الكفار ، في غزوة الأحزاب (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً) تقلع خيامهم وتنشر التراب والرمل عليهم (وَ) أرسلنا (جُنُوداً) من الملائكة (لَمْ تَرَوْها) بأعينكم (وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ) لأجل الدفاع (بَصِيراً) فيجازيكم بما عملتم.
[١٠] (إِذْ جاؤُكُمْ) أي الكفار (مِنْ فَوْقِكُمْ) أعلى الوادي (وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) أسفل الوادي (وَإِذْ زاغَتِ) مالت (الْأَبْصارُ) عن مواضعها خوفا (وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ) خوفا ، إذ عند شدة الفزع تنتفخ الرئة لتأخذ هواء أكثر لأجل إطفاء الحرارة المتولدة من الخوف ، فتضغط الرئة على القلب فيرتفع القلب إلى الحنجرة (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا) يظن المخلصون نصرة الله لهم ، والمنافقون نصرة الكفار عليهم بتخلي الله عنهم.
[١١] (هُنالِكَ) في ذلك المكان (ابْتُلِيَ) اختبر (الْمُؤْمِنُونَ) فظهر المخلص من المنافق (وَزُلْزِلُوا) أزعجوا (زِلْزالاً شَدِيداً) من الخوف وظهور ضعف العقيدة.
[١٢] (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) ضعف يقين (ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ) بالنصرة (إِلَّا غُرُوراً) وعدا باطلا.
[١٣] (وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ) من المنافقين كابن أبي وجماعته (يا أَهْلَ يَثْرِبَ) أي المدينة (لا مُقامَ) موضع (لَكُمْ) هاهنا في ساحة الحرب لأن الكفار يغلبونكم (فَارْجِعُوا) إلى منازلكم في المدينة (وَيَسْتَأْذِنُ) يطلب الإذن (فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَ) في أن يرجعوا (يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ) غير حصينة فنخاف من السارق إن لم نكن فيها (وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ) بل حصينة (إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً) من القتال بهذا العذر السخيف.
[١٤] (وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ) أي دخل الكفار على هؤلاء المنافقين (مِنْ أَقْطارِها) جوانب المدينة (ثُمَّ سُئِلُوا) أي الكفار من المنافقين (الْفِتْنَةَ) بأن جاء الكافر إلى المنافق يطلب منه أن يقوم بفتنة (لَآتَوْها) لأعطوها بدون إبداء الأعذار كما يبدونها لك يا رسول الله (وَما تَلَبَّثُوا بِها) أي لم يمكثوا للإتيان بالفتنة (إِلَّا) زمانا (يَسِيراً) وهذا كناية عن أنهم مسرعون إلى الفتنة ، أما إلى الجهاد فإنهم يريدون الفرار.
[١٥] (وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ) قبل الخندق ، عند ما فروا في أحد (لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ وَكانَ عَهْدُ اللهِ مَسْؤُلاً) عن الوفاء به ، ومن لم يف به فيجازى على تركه.